.................................................................................................
______________________________________________________
الأربعة ، إذا كانت مدة قبل الآخر لا تحذف في تكسير ولا تصغير ، فيقال في قرطاس : قراطيس وقريطيس ، وفي قنديل : قناديل وقنيديل ، وفي عصفور عصافير وعصيفير ، وكان الموجب لذكر المصنف ، ذلك هنا مع أنه قد ذكره في موضعه ؛ أنه إنما يتكلم الآن في صفة فواعل ، وأعطى قانونا لما تجمع عليه الصيغة المذكورة ؛ وهو أن يكون ثاني الكلمة ألفا زائدة أو واوا لغير إلحاق ، وكان ذلك شاملا لنحو :ساباط وطومار ، خشي أن يتوهّم ، أن نحو هاتين الكلمتين يجمع على فواعل لا على (فواعيل) ؛ فاحتاج في إزالة هذا التوهم إلى أن قال : وأما قوله : وشذ نحو : دواخن ، وحوائج ، وفوارس ، فظاهر ؛ لأن دخانا قياسه في القلة : أدخنة ، وفي الكثرة دخنان ، كغراب وغربان ، وحاجة وزنها فعلة ، وقياسها في القلّة أن تصحح بالألف والتاء ، وفي الكثرة أن يحذف منها التاء ، فيقال : (حجاج) وأما فوارس ، فقالوا : إنما حسّنه كون فارس ؛ وإن كان صفة يلي العوامل فجرى لذلك مجرى الأسماء ؛ (ولأنه صفة) لا يشارك فيها المؤنث المذكر (١) ، وقد ذكروا (٢) كلمات غير فارس من صفات المذكر جمعت على فواعل منها هالك ، قال الشاعر :
٤٢٦٨ ـ وأيقنت أنّي عند ذلك ثائر |
|
غدا تئز أو هالك في الهوالك (٣) |
وناكس قال الشاعر :
٤٢٦٩ـ وإذا الرّجال رأوا يزيد رأيتهم |
|
خضع الرّقاب نواكس الأبصار (٤) |
__________________
(١) قال ابن يعيش في جمع فارس على فوارس (٥ / ٤٥٦): (وذلك قليل شاذ ، ومجازه أمران : أحدهما :أن فارسا قد جرى مجرى الأسماء ؛ لكثرة استعماله مفردا غير موصوف ، والآخر : أن فارسا لا يكاد يستعمل إلا للرجال ، ولم يكن في الأصل ؛ إلا لهم فلما لم يكن للمؤنث فيه خط لم يخافوا التباسا).
(٢) الذي ذكر هذه الكلمات ، وشواهدها الآتية هو أبو حيان. التذييل (٦ / ٢٢) (أ).
(٣) من الطويل قائله ابن جذل الطعان ، وجاء في اللسان ، وابن يعيش برواية : فأيقنت أني ثائر ابن مكرّم. والشاهد فيه : جمع هالك على هوالك شذوذا ، وقال الشيخ خالد في التصريح (٢ / ٣١٣) : وزعم بعضهم أن ذلك كله غير شاذ وأنه جمع لفاعلة وكأنه قيل : طائفة هالكة وطوائف هوالك ، وانظر : ابن يعيش (٥ / ٥٦) ، واللسان «هلك» والتذييل (٦ / ٢٢) (أ).
(٤) من الكامل للفرزدق من قصيدة يمدح بها آل المهلب ، وخصّ من بينهم ابنه يزيد. خضع : جمع خضوع مبالغة خاضع ، ويحتمل أن يكون خضع بسكون الضاد جمع أخضع كأحمر ، نواكس :ينكسون أبصارهم ، إذا رأوه إجلالا وهيبة. وهي الشاهد حيث جمع ناكس صفة العاقل على نواكس ضرورة ، وانظر تفصيل هذه المسألة ، والأسماء التي جمع فيها فاعل العاقل على فواعل في : الخزانة (١ / ٩٩) ،