[من جموع الكثرة فعلة بفتح الفاء والعين]
قال ابن مالك : (ومنها : فعلة لفاعل وصفا مذكّرا صحيح اللّام ، ويقل فيما لا يعقل وندر في نحو : خبيث وسيّد وبرّ وخيّر وأجوق [ودنغ]).
______________________________________________________
يقال : بصر صادّ ، وأبصار صدّاد ، ثم ذكر أن عزّلا كما ندر في جمع أعزل هكذا ندر فيه عزّال ، قال الشاعر :
٤٢٦٣ ـ فلم نوقّف مشيلين الرّماح ولا |
|
كنّا عواوير يوم الرّوع عزّالا (١) |
قال : وأنكر بعضهم أن يجمع أعزل على عزّال ، وليس ذلك بشيء ، لأن أشعار العرب قد وجد ذلك فيها ، وأنشد أبياتا منها قول الأعشى :
٤٢٦٤ ـ غير ميل ولا عواوير في الهي |
|
جا ولا عزّل ولا أكفال (٢) |
قال : فأعزل قد جمعوه ثلاثة جموع غير قياسية له ، وهي عزّل وعزّال وأعزال ، قال : وإنما خالف أعزل أفعل الصفة في جمعه ؛ لأن الصفة لنحو : أحمر ، وأصفر ، وأبله ، وأحمق ، وأعمى ، وأعشى ، وأحدب ، ونحوها لازمة ، والأعزل ليس كذلك ؛ لأنه لو تناول سيفا أو عصا أو رمحا زالت عنه هذه الصفة ، فهو على هذا أشبه بطريق فاعل فعدل به إلى جمعه ، حيث قالوا عزل وعزال. انتهى. وفي نسخة البها الرّقي في هذا الموضع زيادة ، وهي : وفعّال في : حكيم وحفيظ (٣) ؛ والمراد من ذلك أن فعّالا ندر في : حكيم وحفيظ حيث قالوا فيهما : حكّام وحفّاظ. قال الشيخ : ويحتمل هذا عندي ؛ أن يكون من باب الاستغناء ، وأنهما جمع فاعل وفعال تشرك فعلا في الذكر قياسا ولم نسمعهم يقولون : حكّما ولا حفّظا ، فاحتمل أن يكون من باب الاستغناء ؛ إذ قد سمع حاكم وحافظ (٤).
قال ناظر الجيش : قال في شرح الكافية : من أمثلة جمع الكثرة فعلة والقياسي منه : ـ
__________________
(١) البيت من البسيط ، ولم ينسبه الشارح ، ولم أعرف قائله ، والعواوير جمع عوّار وهو الجبان ، والعزّال جمع أعزل وهو الذي لا سلاح معه.
(٢) من الخفيف لأعشى ميمون ، ميل : جمع أميل ، وهو الذي لا سلاح معه ، والعواوير : جمع عوّار وهو الجبان ، والعزّل : جمع أعزل ، وهو الذي لا سلاح معه ـ الشاهد ـ والأكفال : الذين لا يثبتون على الخيل. وانظره في : ابن يعيش (٥ / ٦٧) واللسان «عزل» وديوانه (ص ١١) ، والتكملة (ص ١٩٣).
(٣) أثبتناها في المتن ؛ لأنها في التسهيل (ص ٢٧٤) المطبوع.
(٤) التذييل (٦ / ١٨) (أ).