.................................................................................................
______________________________________________________
وقد ذكر المصنف حداة فدل أن حدأ جمع لها ، قال الشيخ : وينبغي أن ينظر أهو جمع ، أم اسم جنس ، قال ، وقول الشاعر :
٤٢٥٧ـ وتغني الأولى يستلئمون على الأولى |
|
تراهنّ يوم الرّوع كالحدا القبل (١) |
يدل على أنه جمع ؛ لأنه وصفه بجمع وهو القبل ، إذ هو جمع أقبل أو قبلاء ، ولقائل أن يقول : إنه من تأنيث اسم الجنس ، ووصف بالجمع ، كقوله تعالى : (وَيُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ)(٢) انتهى. وأما قول المصنف وألحق المبرد بفعلة وفعلة فعلا وفعلا مؤنثين (٣) فقد عرفت معناه من قوله في شرح الكافية : ويلحق فعل وفعل مؤنثين بفعلة وفعلة فيقال : هند وهند وجمل وجمل ، كما يقال : كسرة وكسر ، وغرفة وغرف ؛ ولكنه لم يتعرض إلى أن ذلك رأي المبرد ، بل ذكر ذلك على سبيل الجزم. فالظاهر أنه يوافق المبرّد في ذلك ، وأما قوله : ولا يكون فعل ولا فعال لما فاؤه ياء ، إلا ما ندر كيعار فظاهر ؛ وإنما كان الأمر فيما فاؤه ياء كذلك ؛ لاستثقال الكسرة والياء أول الكلمة ، ويعار لفظ نادر وهو جمع يعرة ويعر ، وهو الجدي يربط في الزّبية للأسد (٤) قال الشاعر :
٤٢٥٨ ـ مقيما بأملاح كما ربط اليعر (٥)
فيعار جمع بعرة ، نحو : قصعة وقصاع ، أو جمع يعر ، نحو : كلب وكلاب ، وفي شرح الشيخ : حكى يقاظ في جمع يقظ ، وقيل : جمع يقظان وهو الظاهر ، فإنّ فعالا في جمع فعلان كثير ، ولم يحك في فعل (٦).
__________________
(١) من الطويل لأبي ذؤيب الهذلي ، يستلئمون : يلبسون اللأمة ، وهي الدرع ، الحدأ : جمع حدأة :الطائر المعروف ، القبل : وهي التي في أعينها قبل وهو الحور. راجع شواهد العيني (١ / ٤٥٥) ، الهمع (١ / ٨٣) ، والدرر (١ / ٥٧) ، والأشموني (١ / ١٤٨) ، والتذييل (٦ / ١٢) (ب) وديوان الهذليين (١ / ٣٧).
(٢) سورة الرعد : ١٢. وانظر : التذييل (٦ / ١٢ ، ١٣) (أ).
(٣) المقتضب (٢ / ٢٢١).
(٤) (اليعر واليعرة : الشاة أو الجدي يشد عند زبية الذئب أو الأسد) ، اللسان (يعر).
(٥) عجز بيت للبريق الهذلي صدره :
أسايل عنهم كلّما جاء راكب
والشاهد في قوله : اليعر وهو الجدي. انظر اللسان (يعر) والتذييل (٦ / ١٣).
(٦) التذييل (٦ / ١٣) (أ).