.................................................................................................
______________________________________________________
ومنه قراءة طلحة بن سليمان (١) : أينما تكونوا يدرككم الموت (٢).
ورفعه عند سيبويه على وجهين : على تقدير تقديمه وكون الجواب محذوفا ، وعلى حذف الفاء لأنه قال (٣) : وقد يقولون : إن أتيتني آتيك [أي : آتيك] إن أتيتني ، وأنشد بيت زهير (٤) ثم قال (٥) : فإذا قلت آتي من أتاني فأنت بالخيار ، إن شئت كانت أتاني صلة ، وإن شئت كانت بمنزلها في إن ، ويجوز في الشعر : آتي من يأتني قال :
٤٠١٠ ـ فقلت تحمّل فوق طوقك إنّها |
|
مطبّعة من يأتها لا يضيرها |
كأنه قال : لا يضيرها من يأتها ، ولو أريد به حذف الفاء جاز.
منع أبو العباس صحة تقدير التقديم فقال (٦) : وأما قوله :
٤٠١١ ـ وإن أتاه خليل يوم مسألة |
|
يقول ... (٧) |
في القلب فهو محال ، وذلك لأن الجواب حده أن يكون بعد إن وفعلها الأول ، وإنما يعني بالشيء موضعه إذا كان في غير موضعه نحو : ضرب غلامه زيد ، لأن حق الغلام أن يكون بعد زيد ، وهذا قد وقع في موضعه من الجزاء ، فلو جاز أن يعني به التقديم لجاز أن يقول : ضرب غلامه زيدا ، يريد : ضرب زيدا غلامه.
وإن قرن المضارع الصالح للشرطية بالفاء وجب رفعه مطلقا سواء أكان الشرط مضارعا أم ماضيا كقوله تعالى : (وَمَنْ عادَ فَيَنْتَقِمُ اللهُ مِنْهُ)(٨) ، وقوله تعالى :(فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً)(٩) ، وكقراءة حمزة (١٠) : إن تضل ـ
__________________
(١) هو طلحة بن سليمان أخو إسحاق بن سليمان الرازي وكان مقرئا صاحب قرآن ، ويعرف بطلحة السّمان. انظر ترجمته في الجرح والتعديل (٤ / ٤٨٣ : ٤٨٤) ، وغاية النهاية (١ / ٣٤١).
(٢) سورة النساء : ٧٨.
(٣) انظر الكتاب (٣ / ٦٦).
(٤) وهو : وإن أتاه خليل ... البيت.
(٥) انظر الكتاب (٣ / ٧٠ ، ٧١).
(٦) انظر المقتضب (٢ / ٦٧ ـ ٧٠ ، ٤ / ١٠٢).
(٧) سبق شرحه والتعليق عليه.
(٨) سورة المائدة : ٩٥.
(٩) سورة الجن : ١٣.
(١٠) انظر الكشف (١ / ٣٢٠) والسبعة لابن مجاهد (ص ١٩٣) ، وقراءته بكسر الهمزة من «أن» ورفع «فتذكر».