.................................................................................................
______________________________________________________
عطف على : تنزل ، وحق المعطوف أن يصلح لحلوله محلّ المعطوف عليه» انتهى.
قال الشيخ (١) : «هذا البعض الذي خالفه المصنف هو الجمهور ، ونصّوا على أنه مخصوص بالشعر».
ثم قال (٢) : فأما استدلاله بالأثر فنقول : قد لهج هذا المصنف في تصانيفه كثيرا بالاستدلال بما وقع في الحديث في إثبات القواعد الكلية في لسان العرب بما روي فيه ، وما رأيت أحدا من المتقدمين ولا المتأخرين سلك هذه الطريقة غير هذا الرجل ، قال : وإنما تنكّب (٣) العلماء ذلك لعدم وثوقهم أن ذلك نفس لفظ رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وذلك أن الرواة جوّزوا النقل بالمعنى ، قال : وقد وقع اللحن كثيرا فيما روي في الحديث لأن كثيرا من الرواة كانوا غير عرب بالطبع ، ولا يعلمون لسان العرب بصناعة النحو ، فوقع اللحن في نقلهم وهم لا يعلمون.
وأطال الكلام في ذلك إلى أن قال (٤) : إن المصنف يستدل بالآثار متعقبا بزعمه على النحويين وما أمعن النظر في ذلك ، ولا صحب من له التمييز في هذا الفن والاستبحار والإمامة ، ولذلك تضعف استنباطاته من كلام سيبويه ، وينسب إليه مذاهب ، ويفهم من كلامه مفاهيم لم يذهب سيبويه إليها ، ولا أرادها ، ووقفت له على ذلك ، ومنها : زعمه أن مذهب سيبويه أن [الفعل المبني للمفعول أصل بنفسه ، ومنها : زعمه أن مذهب سيبويه أن] إن النافية تعمل عمل «ما» النافية ، ومنها : زعمه أن ترخيم الجملة جائز ، وغير ذلك ، يستنبط ذلك بزعمه من «كتاب» سيبويه والعارفون بالكتاب وبمقاصده ، والعاكفون على إقرائه والجمع بين أطرافه يخالفونه في ذلك ، فدلّ على أنه حين ينظر في «كتاب» سيبويه إنما ينظر نظر من لم يتفقه فيه مع أحد ، وقال وقال إلى أن قال (٥) : إنما الناس [٥ / ١٧٢] الفاضل منهم من يحل كتابا أو كتابين في الفن المنسوب إليه ، هذا إذا كان مزاولا لذلك الكتاب ، وأما إن كان صاحب نتاتيف (٦) وينظر في علوم كثيرة فهذا لا يمكن أن ـ
__________________
(١) انظر التذييل (٦ / ٨٩٧).
(٢) انظر التذييل (٦ / ٨٩٨).
(٣) تنكب عن الشيء وعن الطريق : عدل. اللسان (نكب).
(٤) انظر التذييل (٦ / ٩٠٠).
(٥) انظر التذييل (٦ / ٩٠١).
(٦) يبدو أنه جمع : نتفة وهو ما نتف بالأصابع من النّبت أو غيره ، وهو كناية عن قلة ما جمع.