.................................................................................................
______________________________________________________
يكون ذا إدغام مع الفعلية فيجب مع المصدرية الفكّ من أجل الألف كقولك في ما لا إدغام فيه : استمع استماعا ، واستخرج استخراجا ، وفي ما فيه إدغام : اشتدّ اشتدادا ، واستعدّ استعدادا.
ومثال المبدوء بهمزة وصل من أمر الخماسي والسداسي : استمع واستخرج ، وقد سبق الكلام على كيفية صوغ فعل الأمر ، وبيان ما هو منه مفتقر لهمزة الوصل (١) فردت الآن بيانا بالتنبيه على الأمر من الخماسي والسداسي ، ثم نبهت على الأمر من الثلاثي ، وقيدته بسكون ثاني حرف المضارعة منه لفظا عند حذف أوله ، فعرف بذلك أن الأمر من : يعلم ويضرب ويخرج : اعلم ، واضرب ، واخرج ، وكذلك ما أشبهها ، وقد عرف ذلك أيضا من الفصل السابق ، ولكن زيادة البيان أحوط.
وخرج بتقييد السكون باللفظ المحرك ثانيه لفظا لا تقديرا كـ «يقوم» و «يردّ» و «يرى» و «يسيل» فإن ثوانيها محركة لفظا مسكنة تقديرا ، فلو لم يقيد السكون باللفظ لتناولت العبارة ما هو مستغن عن همزة الوصل من المحرك ثانيه لفظا المسكن تقديرا.
وخرج بقولي : «عند حذف أوّله» خذ ، وكل ، ومر ، وكان حقّها أن يقال فيها : أؤخذ وأؤكل وأؤمر كما يقال في الأمر من : أثر الحديث وأجر الأجير : أؤثر ، وأؤجر ، لكن كثر استعمال الأفعال الثلاثية فحذفت الهمزة في الأمر منها على غير قياس (٢) ، وللكلام على الحذف موضع هو أولى من هذا.
ولما حصرت مواقع همزة الوصل في الأفعال والمصادر كمّلت ذلك بضبط مواقعها الباقية وهي : «ابن» و «ابنة» و «اثنان» و «اثنتان» و «امرؤ» و «امرأة» و «اسم» ـ
__________________
(١) انظر الصفحة قبل السابقة.
(٢) انظر المفصل (ص ٣٥١) وقال الزمخشري : «ثم التزموه في اثنين دون الثالث فلم يقولوا أؤخذ ولا أؤكل وقال الله تعالى : (وَأْمُرْ أَهْلَكَ») وانظر ابن يعيش : (٩ / ١١٥) ، وقال الإمام بدر الدين في شرح لامية الأفعال : «وربما جاءت على القياس فقيل : أؤمر وأؤخذ وأؤكل ، وكثر ذلك في : مر مع واو العطف كقوله تعالى : (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها») انظر شرح لامية الأفعال : (٨٧ ـ ٨٨) ، وقال سيبويه في الكتاب : (٤ / ١١١) «وقالوا مره وقال بعضهم : أومره حين خالفت في موضع وكثر في كلامهم خالفوا به في موضع آخر» وقال : (٤ / ٢١٩) «وأما ما جاء من الأفعال فخذ وكل ومر ، وبعض العرب يقول : أو كل فيتمّ».