[جواز إظهار «أن» وإضمارها بعد عاطف
على اسم صريح وبعد لام التعليل]
قال ابن مالك : (تظهر «أن» وتضمر بعد عاطف الفعل على اسم صريح ، وبعد لام الجرّ غير الجحوديّة ما لم يقترن الفعل بـ «لا» بعد اللّام فيتعيّن الإظهار ، ولا تنصب «أن» محذوفة في غير المواضع المذكورة إلّا نادرا ، وفي القياس عليه خلاف).
______________________________________________________
وقولهم : مره يحفرها (١) ، وقد روي : يحفرها بالجزم على الجواب ، وبالنصب على إضمار «أن» ، وبالرفع على ما ذكرناه.
قال ناظر الجيش : قد تقدم أن «أن» الناصبة لها أحوال ثلاث : وجوب إضمار ، وجواز إظهار وإضمار ، ووجوب إظهار ، ولما انتهى الكلام على الحالة الأولى حصل الشروع الآن في ذكر الحالتين الأخريين وهما جواز الأمرين ، ووجوب الإظهار ، فجواز الأمرين يكون بعد الحرفين اللذين تقدم ذكرهما وهما : لام الجر غير الجحودية ما لم يلها «لا» ، وحرف العطف الواقع قبله اسم وبعده فعل ووجوب الإظهار إذا ولي لام الجر المذكورة «لا» النافية.
قال الإمام بدر الدين (٢) : اطرد نصب [٥ / ١٣٣] المضارع بإضمار «أن» جائزة الإظهار في موضعين :
أحدهما : أن يكون الفعل معطوفا على اسم صريح كقول الشاعر :
٣٩٠٨ ـ ولبس عباءة وتقرّ عيني |
أحبّ إليّ من لبس الشّفوف (٣) |
أراد : ولبس عباءة وأن تقر عيني ، فحذف «أن» وأبقى عملها ، ولو استقام الوزن بإظهار «أن» لكان أقيس ، ولا يختص هنا الإضمار بالمعطوف بـ «الواو» بل يجوز ـ
__________________
الشرح : الزاجري : أي الذي يكفني ويمنعني ، ورواية الديوان : ألا أيهذا اللائمي : أي الذي يلومني ، والوغى : الحرب ، وقوله : وأن أشهد يروى في مكانه : وأن أحضر ، والشاعر يقول : أنا لست خالدا ولا بد أن يأتيني الموت يوما ، فليس مما يقتضيه العقل أن أقعد عن شهود الحرب ومنازلة الأقران مخافة أن أموت.
والشاهد في قوله : «أحضر الوغى» حيث رفع «أحضر» بعد حذف «أن» المصدرية ، ويروى «أحضر» بالنصب ، بـ «أن» المصدرية المحذوفة ، قال الأعلم : (وقد يجوز النصب بإضمار «أن» ضرورة وهو مذهب الكوفيين). والبيت في الكتاب (٣ / ٩٩) ، وابن يعيش (٢ / ٧) ، والعيني (٤ / ٤٠٢).
(١) انظر : الكتاب (٣ / ٩٩).
(٢) انظر : شرح التسهيل لبدر الدين (٤ / ٤٨).
(٣) تقدم.