.................................................................................................
______________________________________________________
أحرف جر وهي : «كي» و «لام» الجحود و «حتى» وثلاثة أحرف عطف ، وقلنا : إن الكلام تقدم على «كي» في الفصل المتقدم ، ولما أنهى الكلام في هذا الفصل على بقية الثلاثة وهما : «لام» الجحود و «حتى» شرع في ذكر أحرف العطف وهي : «أو» و «الفاء» و «الواو» ، وبدأ بالكلام على «أو» وأنا أذكر كلامه في شرح الكافية ثم كلام ولده ثم أتبع ذلك بما تيسر.
قال (١) رحمهالله تعالى : والفعل ينصب بـ «أن» واجبة الستر بعد «أو» التي يحسن في موضعها «إلى» أو «إلا» كقولك : لأنتظرنه أو يقدم ، ولأقتلن الكافر أو يسلم ؛ أي : لأنتظرنه إلى أن يقدم ، ولأقتلن الكافر إلّا أن يسلم ، ومن الآتية بمعنى «إلى» قول الشاعر :
٣٨٣٠ ـ لأستسهلنّ الصّعب أو أدرك المنى |
فما انقادت الآمال إلّا لصابر (٢) |
ومن الآتية بمعنى : «إلّا» قول الشاعر :
٣٨٣١ ـ وكنت إذا غمزت قناة قوم |
كسرت كعوبها أو تستقيما (٣) |
ويحتمل الوجهين قول امرئ القيس :
٣٨٣٢ ـ فقلت له لا تبك عينك إنّما |
نحاول ملكا أو نموت فنعذرا (٤) |
__________________
(١) انظر : شرح الكافية الشافية (٣ / ١٥٣٩ ، ١٥٤٠).
(٢) هذا البيت من الطويل لقائل مجهول. الشرح : لأستسهلن من قولهم : فلان استسهل أمره أي : اتخذه سهلا والمنى : جمع منية ، والآمال : جمع أمل وهو الرجاء.
والشاهد قوله : «أو أدرك المنى» حيث جاء فيه «أو» بمعنى «إلى» وانتصب الفعل بعدها بأن مضمرة. والبيت في التذييل (٦ / ٥٩٠) والمغني (ص ٦٧) ، وشرح التصريح (٢ / ٢٣٦) ، والهمع (٢ / ٢١٠) والدرر (٢ / ٧).
(٣) هذا البيت من الوافر قاله زياد الأعجم.
الشرح : القناة : الرمح ، وكعوب الرمح : النواشز في أطراف الأنابيب.
والشاهد : في «أو تستقيما» حيث جاء فيه «أو» بمعنى «إلا» في الاستثناء ، فانتصب الفعل بعدها بـ «أن» مضمرة. والمعنى : إلا أن تستقيما. والبيت في الكتاب (٣ / ٤٨) والمقتضب (٢ / ٢٩) ، وابن يعيش (٥ / ١٥) ، والمقرب (١ / ٢٦٣) ، وشرح التصريح (٢ / ٢٣٦) واللسان (غمز) وقال ابن السيرافي (٢ / ١٦٢ ، ١٦٣): «كذا أنشده سيبويه بالنصب والشعر لزياد الأعجم في أبيات غير منصوبة».
(٤) هذا البيت من الطويل قاله امرؤ القيس (ص ٦٦).
ومعناه : أن رفيقه بكى لما وقع في بلاد غير بلاده فنهاه عن ذلك وقال له : إنما خرجنا نطلب ملكا فإما أن نناله أو نعذر باليأس في عدم الحصول عليه بعدم التقصير في طلبه.
والشاهد في قوله : «أو نموت» فإنه نصب بـ «أن» مضمرة بعد أو التي تحتمل أن تكون بمعنى «إلى أن» أو «إلا أن» والبيت في الكتاب (٣ / ٤٧) ، والمقتضب (٢ / ٢٨) ، والخصائص (١ / ٢٣٦) وابن يعيش (٧ / ٢٢ ، ٢٣).