.................................................................................................
______________________________________________________
السببين في «هند» ، و «دعد» ونحوهما.
وأقول : إن في ذلك نظرا ؛ لأن الاسم الأعجمي الثلاثي مصروف ، ولو كان محرّك الوسط فكيف يقال : إن السكون في «نوح» و «لوط» قاوم أحد السببين والعجمة لا أثر لها في الثلاثي جملة (١)؟
وقوله إلّا أن يكون الثّلاثيّ أعجميا قد تقدم التمثيل لذلك بـ «حمص» ومثله : ماء وجور (٢) ، ووجه منعه من الصرف أن العلم الثلاثي المؤنث الساكن الوسط غير المنقول من مذكر فيه وجهان : الصرف وتركه ، وكان القياس منعه للتأنيث والعلمية ، ولكنه حصل له خفة بالسكون فجاز فيه الصرف ، فلما انضاف إلى ذلك عجمة ثقل الاسم بها ، فكأن العجمة قاومت السكون فرجع الاسم المذكور إلى ما يقتضيه القياس فيه من منع الصرف ، فالعلة المانعة من الصرف فيه هي العلمية والتأنيث ، والعجمة شرط لتحتم المنع.
وفي شرح الشيخ (٣) : «وبعض النحويين جعله كهند فجوز فيه الوجهين ولم يجعل للعجمة تأثيرا». ومثال ما تحرك ثانيه : قد تقدم تمثيله بـ «سقر» ومثله أيضا «قدم» (٤) ، وقد عرفت أن ابن الأنباري جعله ذا وجهين فخالف النحاة أجمعين ، ومستند منع الصرف فيه أن حركة الوسط تنزلت منزلة الحرف الرابع ، والدليل على أن حركة الوسط تتنزل منزلة الحرف الرابع أنهم يقولون في النسب إلى جمزى جمزيّ بحذف الألف ، كما يحذفونها من حبارى ونحوه مما قبل الألف فيه أربعة أحرف ، فلو سكن الوسط أجازوا إبقاء الألف ولم يوجبوا الحذف نحو : حبلى ، ـ
__________________
(١) وجهة نظر المؤلف أن الخفة في «هند» قاومت أحد السببين وهما العلمية والتأنيث ، أما في نوح ولوط فإن خفة الوزن ـ بسكون الوسط ـ لم تقاوم أحد السببين ؛ لأنه لا أثر للعجمة فيهما فلم يجتمع فيهما سببان كما اجتمع في «هند» و «دعد» وهي وجهة نظر مقبولة ، وكان على القائل أن يعتمد على خفة الوزن فيهما دون اعتماد على مقاومة أحد السببين ؛ لأنها ليست موجودة في الاسم الثلاثي الأعجمي مثل ما هي موجودة في الثلاثي المؤنث.
(٢) ماه وجور : بلدتان بفارس. انظر معجم البلدان (٢ / ٤٩) وانظر التذييل (٦ / ٣٦٨) والأشموني (٣ / ٢٥٣).
(٣) انظر التذييل (٦ / ٣٦٩).
(٤) فيمتنع صرفه وجوبا إذا سمي به مؤنث على مذهب الجمهور وجعله ابن الأنباري ذا وجهين.
انظر التذييل (٦ / ٣٦٩).