.................................................................................................
______________________________________________________
مبدلة من «ياء» ولذلك صحت في «درحاية» (١) كما أتوا بتاء التأنيث ، وعند عدم التاء قالوا : درحاء ، والمثال الذي تقع فيه لا يصلح لألف التأنيث الممدودة ، ألا ترى أن «علباء» (٢) لم يجئ على وزنه اسم فيه ألف التأنيث الممدودة ، وقوله تعالى : (مِنْ طُورِ سَيْناءَ)(٣) ليست الهمزة فيه للتأنيث ، وإنما امتنع الصرف للعلمية والتأنيث المعنوي لأنها اسم بقعة ، فلشبه المقصورة بألف التأنيث من هذين الوجهين منعت الصرف مع العلمية ؛ لأن شبه العلة في هذا الباب علة ، بخلاف الممدودة فإنك إذا سميت بـ «علباء» صرفته ؛ لعدم الشبه بألف التأنيث الممدودة (٤) كما تقدم.
وقال سيبويه (٥) : لا يمتنع من الصرف ؛ لأنه لا يشبه ألف حمراء لأنه بدل مع حرف لا يؤنث به فهو يصرف على كل حال ، فيجري عليه ما جرى على ذلك الحرف ، وذلك الحرف بمنزلة الياء والواو اللتين من نفس الحرف.
قال الشيخ (٦) : ونقص المصنف أن يقول : أو ألف التكثير لأن ما فيه ألف التكثير إذا سمي به منع الصرف نحو : «فبعثرى» (٧) ، وذلك لشبه ألف التكثير بألف التأنيث المقصورة من كونها غير منقلبة مع زيادتها آخرا ولا تدخل عليها تاء التأنيث ، كما أن ألف التأنيث كذلك.
ومنها : التركيب ، والمراد : تركيب المزج نحو تركيب : بعلبك ومعدي كرب (٨) ، وعجز عنه المصنف بقوله [تركيب] يضاهي لحاق هاء التّأنيث يعني أن الاسم الثاني يتنزل من الاسم الأول منزلة هاء التأنيث من الاسم التي هي فيه [ولذلك حذفا في ـ
__________________
(١) انظر : التذييل (٦ / ٣٣٧) ، ودرحاية : يقال : رجل درحاية : كثير اللحم قصير سمين ضخم البطن لئيم الخلقة وهو فعلانة ملحق بجعظارة ، انظر : اللسان «درج».
(٢) علباء : في اللسان «علب» : «العلباء عصب العنق ، قال الأزهري : الغليظ خاصة.
(٣) سورة المؤمنون : ٢٠.
(٤) انظر : التذييل (٦ / ٣٣٧ ـ ٣٣٨) وقد نقل المؤلف هذا الكلام عنه دون أن يشير.
(٥) انظر : الكتاب (٣ / ٢١٩).
(٦) انظر : التذييل (٦ / ٣٣٩ ـ ٣٤٠) وقد نقله المؤلف بتصرف.
(٧) قبعثري : القبعثرى : الجمل العظيم ، والأنثى : قبعثراة ، والقبعثرى أيضا : الفصيل المهزول ، وانظر : اللسان «قبعثر».
(٨) انظر : شرح الكافية الشافية (٣ / ١٤٥٥).