قال ابن مالك : (وربّما اعتبر تقدير الوصفيّة في «أجدل» و «أخيل» و «أفعى» ، وألغيت أصالتها في «أبطح» ونحوه).
______________________________________________________
منقول من «كعسب» إذا أسرع (١) ، فانتصر من خالف عيسى بن عمر.
قال ناظر الجيش : قال المصنف (٢) : أكثر العرب يصرف «أجدلا» وهو الصقر (٣) ، و «أخيلا» وهو طائر عليه نقط كالخيلان (٤) ، و «أفعى» لأنها أسماء مجردة عن الوصفية وضعا إلا أن بعضهم [٥ / ٦٠] لحظ فيها معنى الوصفية فمنعها من الصرف ، وذلك في «أفعى» أبعد منه في «أجدل» و «أخيل» ؛ لأنهما من الجدل وهو الشدة (٥) ، ومن المخيول وهو الكثير الخيلان (٦) ، وأما «أفعى» فلا مادة لها في الاشتقاق (٧) ، لكن ذكرها يقارنه تصور إيذائها فأشبهت المشتق وجرت مجراه على ضعف.
وشاهد استعمالهن غير مصروفة قول الشاعر (٨) :
٣٧٠٥ ـ كأنّ بني الدّعماء إذ لحقوا بنا |
فراخ القطا لاقين أجدل بازيا (٩) |
__________________
(١) في الكتاب (٣ / ٢٠٦ ـ ٢٠٧) ، وهو العدو الشديد مع تداني الخطا ، وانظر : شرح الجمل لابن عصفور.
(٢) انظر : شرح الكافية الشافية (٣ / ١٤٥٢) وانظر : الكتاب (٣ / ٢٠٠ ـ ٢٠١) ، والمقتضب (٣ / ٣٣٩) ، والأشموني (٣ / ٢٣٦).
(٣) انظر : المقتضب (٣ / ٢٣٩) ، واللسان «جدل».
(٤) قال في الكتاب (٣ / ٢٠١): (وأما أخيل فجعلوه أفعل من الخيلان للونه وهو طائر أخضر وعلى جناحه لمعة سوداء مخالفة للونه) وانظر : اللسان «خيل».
(٥) قال في الكتاب (٣ / ٢٠٠): (وذلك لأن الجدل : شدة الخلق ، فصار «أجدل» عندهم بمنزلة شديد) وانظر : المقتضب (٣ / ٣٣٩) ، واللسان «جدل».
(٦) انظر : المقتضب (٣ / ٣٣٩) ، واللسان «خيل» والخيلان : جمع خال وهو الشّامة.
(٧) قال في الكتاب (٣ / ٢٠١): (وعلى هذا المثال جاء أفعى كأنه صار عندهم صفة وإن لم يكن له فعل ولا مصدر) وقال المبرد في المقتضب (٣ / ٣٣٩): (وكذلك أفعى إنما هو أفعل مأخوذ من النكاءة) وفي اللسان «نكد» : (كل شيء جر على صاحبه شرّا فهو نكد وصاحبه أنكد) وليس في كتب اللغة النكادة ، وفي شرح الكافية للرضي (١ / ٤٨): (توهم أنها موضوعة للصفة لما أروا أنها للحية الخبيثة الشديدة من قولهم : فعوة السم أي : شدته).
(٨) هو القطامي كما في العيني (٤ / ٣٤٦) ويقال : قائله جعفر بن علبة الحارثي.
(٩) هذا البيت من الطويل ويروى شطره الأول :
كأن العقيليين يوم لقيتهم
وهي رواية ابن مالك في شرح الكافية الشافية (٣ / ١٤٥٤) ، والأشموني (٣ / ٢٣٧) ، وشرح التصريح (٢ / ٢١٤). الشرح : قوله : فراخ : الفراخ : جمع فرخ وهو ولد الطائر والأنثى فرخة ، والقطا : جمع قطاة وهي طائر مشهور ، والأجدل : الصقر ، وقوله : بازيا من بزا عليه يبزو : إذا تطاول عليه.