.................................................................................................
______________________________________________________
وفي هذا الاستدلال نظر (١) ، لأنا نمنع أن التنوين في «جندل» تنوين صرف ، وإنما هو تنوين عوض جيء به عوضا من الألف ، كما جيء بتنوين «جوار» عوضا من الياء ، وقد نبه المصنف على ذلك في شرح الكافية (٢).
واحتج ابن السراج والسيرافي على ما ذهبا إليه بمنع صرف «جيل» اسم رجل إذا خفف بعد التسمية ، وإن كان قد صار في اللفظ ثلاثيّا (٣).
والجواب : الفرق بين «ضرب» و «جيل» بأن حركة الهمزة باقية محرزة لها ودليلة عليها وليس في «ضرب» ما يدل على الأصل (٤).
وهذا الذي ذكر إنما هو في المخفف بعد التسمية ، أما إذا خفف ثم سمي به فإنه ينصرف (٥).
الصورة الثانية : «يعفر» (٦) علما ، إذا ضمّت ياؤه إتباعا (٧) ؛ لأنه إذا فتحت كان غير منصرف (٨) ، وعند ضمها فيه خلاف (٩) :
فأبو الحسن يستصحب المنع لعدم اعتداده بضم الياء لعروضه.
__________________
(١) وجهة نظر المؤلف أن التنوين في «ضرب» المخفف بعد التسمية به تنوين صرف ، وأن التنوين في «جندل» تنوين عوض على ما ذهب إليه ابن مالك ، وتنوين العوض يصحب غير المنصرف كـ «جوار وغواش» فعلى هذا «جندل» ممنوع من الصرف ، وكأن الألف لم تحذف لوجود ما هو عوض عنها وهو التنوين ، فالاستدلال غير صحيح ؛ لأنه مبني على أن التنوين في الكلمتين تنوين صرف ، وقد علمنا أن الأمر غير ذلك فيما ذهب إليه المؤلف متابعا فيه لابن مالك ، أما المستدل فإنه يرى أن التنوين في «جندل» تنوين صرف ، وقد ذهب إلى ذلك ابن هشام في المغني (ص ٣٤١).
(٢) انظر : شرح الكافية (٣ / ١٥٠٧).
(٣) انظر : أصول النحو لابن السراج وشرح السيرافي (خ ٤ / ٢٤٠) ، والتذييل (٦ / ٣٢٢).
(٤) انظر : التذييل (٦ / ٣٢٢).
(٥) انظر : شرح السيرافي (خ ٤ / ٢٤٠) قال : (ولو كان أصل التسمية وقع بالتخفيف صرفته ولم يجز أن تقول فيه : ضرب ألبتة) وانظر : الأشموني (٣ / ٢٦٢).
(٦) يعفر : اسم رجل ومنه الأسود بن يعفر الشاعر. انظر اللسان «عفر».
(٧) انظر : التذييل (٦ / ٣٢٢).
(٨) انظر : المرجع السابق ، وفي اللسان «عفر» : (والأسود بن يعفر الشاعر إذا قلته بفتح الياء لم تصرفه). وانظر : الهمع (١ / ٣١).
(٩) انظر : التذييل (٦ / ٣٢٢) ، والهمع (١ / ٣١) وفي اللسان «عفر» : (وقال يونس : سمعت رؤبة يقول : أسود بن يعفر ، بضم الياء ، وهذا ينصرف ؛ لأنه قد زال عنه شبه الفعل).