.................................................................................................
______________________________________________________
وكذلك يفعلون في الجر والرفع ، هذا نص سيبويه [رحمهالله تعالى] ، فهذا التنوين مخالف لغيره بوجهين :
أحدهما : أنه يلحق الاسم وغيره مما ينوّن في الأصل وما لا ينوّن.
والثاني : أنه يلحق في الوقف وغيره من التنوين يحذف في الوقف بعد غير الفتحة ويبدل ألفا بعد الفتحة ولأجل الاشتراك فيه لم يمتنع ما فيه الألف واللام كقوله :
٣٦٩٨ ـ أقلّي اللّوم عاذل والعتابن (١)
ولا من فعل كقوله :
٣٦٩٩ ـ وقولي إن أصبت لقد أصابن (٢)
وذكر العروضيون (٣) تنوينا يسمى الغالي ، وهو تنوين يزاد بعد حرف الروي المفيد ، وينشدون مستشهدين عليه قول رؤبة :
٣٧٠٠ ـ وقاتم الأعماق خاوي المخترق (٤)
__________________
أنهجن : أنهج : أخلق ، كالأتحمي وصف للطلل ، يقول : أي شيء هاج عليّ حين نظرت إلى الطلل؟ وهو استفهام في معنى التعجب من نظره إلى هذا الطلل.
والشاهد فيه قوله : أنهجن وأصله أنهجا فأبدلوا مكان حرف المد نونا لما لم يريدوا الترنم. وانظر البيت في الخصائص (١ / ١٧١) والمغني (ص ٣٧٢) والعيني (١ / ٢٦) وانظر شرح ابن السيرافي (٢ / ٣٠٢ : ٣٠٣).
(١) سبق شرحه وقائله جرير بن عطية.
(٢) هذا الشطر عجز صدر البيت السابق وهو قوله :
أقلي اللوم عاذل والعتابن
والشاهد في الشطر المستشهد به هنا قوله : أصابن وأصله : أصابا فأبدلوا مكان حرف المد نونا لا فرق في ذلك بين الاسم والفعل ، لأن تنوين الترنم مشترك بين الاسم وغيره.
(٣) في شرح الألفية الناظم (ص ٢٤) على ما حكاه الأخفش وفي المغني (ص ٣٤٢). الأخفش والعروضيون وانظر ابن يعيش (٩ / ٣٤).
(٤) هذا بيت من الرجز المشطور ، قاله رؤبة بن العجاج ديوانه (ص ١٠٤) ، وهو من قصيدة تنيف على مائة وسبعين بيتا أوردها العيني عند شرح هذا الشاهد (١ / ٣٨ : ٤٣).
الشرح : قوله : وقاتم : الواو : واو رب ، والقاتم : المكان المظلم المغبر من القتام وهو الغبار ، والأعماق جمع عمق ـ بفتح العين وضمها ـ وهو ما بعد من أطراف المفازة. والخاوي : من خوى البيت إذا خلا عن الساكن ، والبطن عن الطعام. والمخترق الممر الواسع المتخلل للرياح لأن المار يخترقه ، مفتعل من الخرق وهي المفازة الواسعة تنحرق فيها الرياح ، وقاتم : صفة لموصوف محذوف أي وربّ مهمة قاتم الأعماق ، وجواب