.................................................................................................
______________________________________________________
أو تكرير كان الإضمار واجبا نحو قولك : الأسد الأسد. وقال الله تعالى : (ناقَةَ اللهِ وَسُقْياها)(١) ، وإلّا كان جائزا كقولك : الأسد فيجوز في مثله الإظهار فتقول : احذر الأسد.
ثم أشار المصنف بقوله : ولا يحذف العاطف بعد [إيّا] إلّا والمحذور منصوب بإضمار ناصب آخر أو مجرور بمن. إلى أنه لا يجوز أن تقول : إيّاك الشّرّ ، ولا إيّاك الأسد وإن أجازه بعضهم (٢) ، وقد نصّ سيبويه على أن ذلك غير جائز فقال (٣) : لا يجوز رأسك الجدار حتّى تقول : من الجدار أو والجدار. انتهى.
والعلة في ذلك أن قولك : إيّاك الأسد إن كان عن قولك : إيّاك والأسد فلا يجوز حذف حرف العطف (٤) ، وإن كان عن قولك : إيّاك [٤ / ٢٢٨] من الأسد أو عن الأسد ، فحرف الجر لا يحذف في مثل ذلك (٥).
وإذا كان الأمر كذلك فلا يكون مراد المصنف بقوله : إلا والمحذور منصوب بإضمار ناصب آخر أنّ مثل : إيّاك الأسد ، جائز ، وأنّه يكون المحذور منصوبا بناصب غير الناصب الذي نصب إيّاك بل مراده : أنّه إن ورد مثل ذلك كان تخريجه على أن يقدّر له ناصب. وكأنه يشير إلى البيت الذي ذكره النحاة وهو قول الشاعر :
٣٥٥١ ـ فإيّاك إيّاك المراء فإنّه |
إلى الشّرّ دعّاء وللشّرّ جالب (٦) |
فيقال : إن المراء منصوب بفعل مقدّر غير ناصب ما قبله ، قال الخليل (٧)
__________________
(١) سورة الشمس : ١٣ ، وهو مثال للعطف.
(٢) انظر الهمع (١ / ١٦٩) والأشموني (٣ / ١٨٩).
(٣) الكتاب (١ / ٢٧٩).
(٤) لأن حذفه أشد من حذف حرف الجر ولم يثبت حذف العاطف إلا نادرا. شرح الرضى (١ / ١٩٨٣).
(٥) مذهب الجمهور أنه لا ينقاس حذف حرف الجر مع غير «أنّ» و «أن» بل يقتصر فيه على السماع ، وذهب الأخفش الصغير إلى أنه يجوز الحذف مع غيرهما قياسا بشرط تعيّن الحرف ومكان الحذف. وانظر ابن عقيل (٢ / ١٥١) وشرح الكافية للرضى (١ / ١٨٣).
(٦) سبق ذكره.
(٧) في الكتاب (١ / ٢٧٩) قال سيبويه بعد أن ذكر البيت «إيّاك إيّاك المراء ...» كأنه قال : إيّاك ثم أضمر بعد إياك فعلا آخر فقال : اتّق المراء» وعلى هذا فنسبة هذا الكلام للخليل خطأ من المؤلف لأن هذا كلام سيبويه.