.................................................................................................
______________________________________________________
أنه مرخم للضرورة ؛ لأن فيه الألف واللام وإنما هو (من) الحذف المستباح في ما لا يليق به الترخيم وعلى صورة لا تستعمل في الترخيم كقول الشاعر :
٣٥٢١ ـ عفت المنا بمتالع فأبان (١) |
(فتقادمت بالحبس والسّوبان) |
أراد المنازل وكقول الآخر :
٣٥٢٢ ـ كأنّ إبريقهم ظبي على شرف (٢) |
مقدّم بسبا الكتّان مكعوم (٣) |
أراد بسباسب الكتان ، وكقوله عليه الصلاة والسّلام في بعض الروايات «كفى بالسّيف شا» قيل : أراد شاهدا.
ولا يستباح في غير ضرورة ترخيم منادى عار من علمية ومن هاء تأنيث ، وشذ قولهم في صاحب : يا صاح ، وفي كروان : يا كرا.
وزعم المبرد أن ذكر الكروان يقال له : كرا (٤) ، ومن أجل قوله قلت : وأطرق كرا (٥) على الأشهر لأن الأشهر في أطرق كرا ، أطرق يا كروان ، فرخم ، وحقه أن لا يرخم ؛ لأنه اسم جنس عار من هاء التأنيث ، وقدر ما بقي مستقلّا فأبدلت الواو ألفا وحذف حرف النداء ، وحقه أن لا يحذف ؛ لأنه اسم جنس مفرد. ففيه على هذا ثلاثة أوجه من الشذوذ ، وعلى قول المبرد لا شذوذ فيه إلّا من قبل حذف حرف النداء في مناداة اسم الجنس ، وقد تقدم من كلامي ما يدل على أن ذلك لا شذوذ فيه إلّا عند من لا يطلع على شواهد جوازه. ومن ذلك قوله صلىاللهعليهوسلم : «اشتدّي أزمة تنفرجي» ، وقوله صلىاللهعليهوسلم مترجّما عن موسى عليه الصلاة والسّلام : «ثوبي حجر» (٦)
وكثر حذف آخر المضاف إليه في النداء كقول الشاعر : ـ
__________________
(١) من الكامل للبيد ـ ديوانه (ص ١٣٨) والتصريح (٢ / ١٨٠) والمحتسب (١ / ٨٠) ، والهمع (٢ / ١٥٦) ، وقد ذكرنا التمام.
(٢) من التذييل (٤ / ٢٣٦).
(٣) من البسيط والسبسب ـ كما في اللسان ـ : شجر يتخذ منه السهام أو هو الأرض المستوية ـ أو القفر ـ البعيدة ، وانظره في التذييل (٤ / ٢٣٦).
(٤) المقتضب (٤ / ٢٦١).
(٥) وانظر جمهرة العسكري (١ / ١٩٤) والكشاف (١ / ٣٢٦) ومجمع الأمثال (١ / ٤٣١) والمستقصى (١ / ٢٢١) وابن يعيش (٢ / ١٦).
(٦) سبق تخريج هذين الحديثين.