.................................................................................................
______________________________________________________
النداء وقد قال سيبويه : ألا ترى أن من قال : يا زيد الكريم قال : يا سلم الكريم (١) ، ثم قد تقدم في البيت المتقدم الإنشاد أمال بن حنظل ، وقال آخر :
٣٥٠٦ ـ أحار بن بدر قد وليت ولاية |
فكن جرذا فيها تخون وتسرق (٢) |
الخامسة :
قد عرفت معنى قول المصنف : ويعطى آخر المقدر التمام ما يستحقه لو تمم به وضعا وأنه نبه بذلك على إظهار الضمة إن كان صحيحا نحو : يا حار ، ويا جعف ، ويا هرق ، وعلى تقديرها إن كان معتلّا نحو : يا ناجي بسكون الياء ترخيم ناجية وعلى أنه : يقال في كروان ، وصميان علمين : يا كرا ويا صما ، وعلى أنه يقال في علاوة ، وعناية : يا علا ويا عنا ، فيعاملان معاملة كساء ، ورداء وجرا ؛ وظباء. ولا شك في وضوح ذلك ، لكن ذكر ابن عصفور مسألة كأنه كالمستثنى لها من هذا الحكم ، وهي أنك تقول في ترخيم (غاو) اسم رجل على لغة من ينوي (يا غاو) مبقيا الواو على كسرها ، و (على) لغة من لم ينو : يا غاو قال : فتضم الواو ولا تقلبها همزة ، يعني كما في كساء قال : وذلك لأمرين : أحدهما : أن الاسم المذكور معل بحذف لامه للترخيم فلم يجز لذلك أن تعل عينه لما في ذلك من توالي إعلالين وهو غير جائز في كلامهم ، ومن ثمّ قالوا : طوى فأعلوا اللام ولم يعلوا العين ، بل أجروها مجرى الصحيح لما قلناه. والآخر : أنك لما رخمت فقلت : يا غاو ولم تنو المحذوف بقي الاسم على ثلاثة أحرف ، والاسم التام إذا كان على ثلاثة أحرف وكان آخره واوا قبلها ألف صحت الواو منه ولم تقلب همزة نحو واو ، وكذا الحكم في ترخيم ها وعلى اللغتين. انتهى (٣).
وفي الأمرين اللذين ذكرهما نظر.
أما توالي إعلالين فإنما يمتنع حيث يتوافق الإعلالان كما لو أعل نحو طوى وهوى ، ـ
__________________
(١) الكتاب (٢ / ٢٤١ ، ٢٤٢) ـ هارون.
(٢) من الطويل لأنس بن أبي إياس ـ الأشموني (٣ / ١٧٤) والبلدان : سرق ، والدرر (١ / ١٥٩) والهمع (١ / ١٨٣).
(٣) نقل من شرح الإيضاح المفقود ومما بين قيمة شرح التسهيل لناظر الجيش (يوجد من شرح الإيضاح أربعون لقطة في تركيا من أول الكتاب).