.................................................................................................
______________________________________________________
ونبهت بقولي : ويتعين الأعرف في ما توهم تقدير تمامه تذكير مؤنث على أنه لا يرخم نحو عدة وضخمة إلا على لغة من ينوي المحذوف ويدع آخر ما بقى على ما كان عليه ؛ لأنهما لو رخما على تقدير استقلال فقيل : يا عمرو يا ضخم لتبادر إلى ذهن السامع (أن) المنادى بين رجل اسمه عمرو ، ورجل موصوف بالضخم ، وذلك مأمون بأن ينوى المحذوف ويبقى الواو (و) الميم مفتوحتين. وكذلك ما أشبههما.
وكذلك يتعين الوجه الأعرف فيما لو رخم على تقدير التمام لزم منه استعمال ما لا نظير له ، والإشارة بذلك إلى أمثلة ؛ منها : طيلسان بكسر [٤ / ٢١٣] اللام إذا سمي به ورخم ، فيجب أن يقدر ثبوت ما حذف منه ؛ لأنه لو قدر تامّا لزم وجود فعل بكسر العين مع صحتها وهو مهمل في وضع العرب. وذلك مأمون بترخيمه إلى الوجه الأعرف ، أعني الترخيم على لغة من ينوي ثبوت المحذوف. ومثل طيلسان حدرية إذا سمي به ورخم ، لا يرخم إلّا على لغة من ينوي ثبوت المحذوف ، فيقال : يا حدريّ يفتح الياء على تقدير (ثبوت الهاء) ولا يقدر التمام فيقال : يا حدري بالسكون لئلّا يلزم وجود اسم على فعلى وهو مهمل وضعا. ومما يجب ترخيمه على الوجه الأعرف : عرقوة علما فيقال فيه : يا عرقو على نية المحذوف ولا يرخم على تقدير التمام ، لأن ذلك يوجب أن يقال : يا عرقي على فعلي بفتح الفاء وكسر اللام وهو مهمل وضعا كفعلي بكسرهما.
ومما يجب ترخيمه غلى الوجه الأعرف حبلوي وحمراوي علمين فيقال فيهما : يا حبلو ، ويا حمراو على نية ثبوت المحذوف لا على تقدير التمام ، فإن ذلك يوجب (أن يقال) : يا حبلى ويا حمراء بقلب الواو التالية اللام ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها وبقلب الواو التالية الألف همزة لتطرفها بعد ألف زائدة فيلزم من ذلك ثبوت ما لا نظير له ، وهو أن ألف فعلى مبدلة من واو ، وهي لا تكون إلّا زائدة غير مبدلة من شيء ، وكون همزة فعلا مبدلة واو وهي لا تكون مبدلة إلّا من ألف.
ولاستيفاء الكلام على هذا وأمثاله موضع يأتي إن شاء الله تعالى. فإلي هذه المسائل ونحوها أشرت بقولي : وفيما يلزم بتقدير تمامه عدم النظير ، ثم قلت : ويعطي آخر المقدر التمام ما يستحقه لو تمم به وضعا فنبهت بذلك على إظهار ضمته إن كان صحيحا كقولك في حارث وجعفر وهرقل : يا حار ويا جعف ويا هرق وعلى تقديرها إن كان ـ