وفي البيت شاهد آخر ، وهو عمل اسم الفاعل عمل فعله ، ونصب «زناد» حملا على موضع الوفضة ؛ لأن المعنى : يعلق وفضة وزناد راع ، أو ومعلقا وفضة ومعلقا زناد راع. [سيبويه / ١ / ٨٧ ، وشرح المفصل / ٤ / ٩٧ ، وشرح المغني ٦ / ١٧٢].
(٩٧) قوم إذا سمعوا الصّريخ رأيتهم |
|
ما بين ملجم مهره أو سافع |
مجهول. والسافع : الممسك برأس فرسه ليركبه بسرعة من غير لجام. و (ما) زائدة.
والشاهد : أن «أو» بمعنى الواو ؛ لأن (بين) تقتضي الإضافة إلى متعدد ، فلو بقيت «أو» على كونها لأحد الشيئين ، لزم إضافة (بين) إلى شيء لا تعدد فيه. [شرح أبيات المغني / ٢ / ٥١ ، والأشموني / ٣ / ١٠٧ ، وقال هارون : إنه لحميد بن ثور ، وهو في ديوانه ، وفي السيرة النبوية المجلد الأول / ٣١١].
(٩٨) أتبيت ريّان الجفون من الكرى |
|
وأبيت منك بليلة الملسوع |
للشريف الرضي. الهمزة ؛ للاستفهام التوبيخي ، و «أبيت» في الشطر الثاني : منصوب بأن مضمرة بعد واو المعية المسبوقة بالاستفهام. [الهمع / ٢ / ١٣ ، والأشموني / ٣ / ٣٠٧ ، وشرح أبيات المغني / ٨ / ٣١].
(٩٩) قتلت بعبد الله خير لداته |
|
ذؤابا فلم أفخر بذاك وأجزعا |
البيت لدريد بن الصمّة. وعبد الله : أخو دريد ، وكان قتل في حرب. واللدة : الترب. وذؤابا : اسم رجل ، قتله دريد للأخذ بثأر أخيه. يقول : لم أجمع بين الفخر والجزع ، بل فخرت بإدراك ثأر أخي غير جازع من قوم قاتل أخي ، لعزتي ومنعتي.
والشاهد : نصب «أجزع» بإضمار «أن» ، أي : لم يكن مني فخر وجزع ، فالإضمار بعد واو المعية.
ولكن أمر هذا البيت عجيب ، فهو في الأغاني / ٩ / ٦ ، هكذا :
قتلنا بعبد الله خير لداته |
|
وخير شباب الناس لو ضمّ أجمعا |
والبيت الثالث من الأصمعيّة رقم ٢٩ ، يقول : (لدريد بن الصمة) :
قتلت بعبد الله خير لداته |
|
ذؤاب بن أسماء بن زيد بن قارب |