اليشكري ، شاعر مخضرم ، وعمّر في الاسلام طويلا ، ومطلع القصيدة :
بسطت رابعة الحبل لنا |
|
فوصلنا الحبل منها ما اتّسع |
وهي من أجمل الشعر ، وأرقّه ، وأكثره غزارة معنى ، وصدق تعبير.
وقوله في البيت الأول : «سقاطي» أي : فترتي وسقطتي ، وقوله في البيت الثاني ورث ... الخ ، عاد إلى هجو شانئه ، فوصفه بأنه ورث بغضه عن آبائه ، سمعهم يذكرون العداوة ويشتمونه ، فحفظ ذلك عنهم وعقله ، وقوله في البيت الثالث «مسعاتهم» أي : مسعاة آبائه ، أي : فسعى كما كانوا يسعون ، فلم يظفروا بما أرادوا.
والشاهد : «ودع» ، بمعنى ترك ، الفعل الماضي من «يدع» ، ويزعم النحويون أنه متروك ، وليس كما قالوا ، فهذا شاهده ، وانظر الشاهد : «ليت شعري ... ودعه». [الإنصاف / ٤٨٦ ، والمفضليات ١٩٩].
(٣٦) فما كان حصن ولا حابس |
|
يفوقان مرداس في مجمع |
من شعر العباس بن مرداس السلمي ، يقوله لسيدنا رسول الله بعد أن وزع الغنائم في حنين ، فأعطى عيينة بن حصن الفزاري ، والأقرع بن حابس ، وغيرهما من المؤلفة قلوبهم أكثر مما أعطى العباس ، فغضب العباس وقال أبياتا منها هذا البيت ، وحصن : هو أبو عيينة. وحابس : هو أبو الأقرع. ومرداس : أبو العباس. يريد أن أبويهما لم يكونا خيرا من أبيه.
والشاهد : «مرداس» ، حيث منعه من الصرف ، وليس فيه إلا علة العلمية. [الخزانة / ١ / ١٤٧ ، والإنصاف / ٤٩٩ ، والهمع / ١ / ٣٧ ، والأشموني / ٣ / ٢٧٥].
(٣٧) مناعها من إبل مناعها |
|
أما ترى الموت لدى أرباعها |
مناع : اسم فعل أمر بمعنى امنع. والأرباع : جمع ربع ، وهو المنزل.
والشاهد : «مناعها» ، حيث استعمل «فعال» المأخوذ من مصدر الفعل الثلاثي المتصرف ، اسم فعل أمر وبناه على الكسر. [سيبويه / ١ / ١٢٣ ، ج ٢ / ٣٦ ، والإنصاف / ٥٣٧ ، وشرح المفصل ج ٤ / ٥١].
(٣٨) تملّ الندامى ما عداني فإنني |
|
بكلّ الذي يهوى نديمي مولع |