البيت لامرىء القيس. ويوما : ظرف منصوب متعلق بـ «تعذّرت». والكثيب : الرمل المجتمع المرتفع على غيره. و «على ظهر» : متعلق بـ «تعذرت» ، أي : جاءت بالمعاذير من غير عذر. وآلت : حلفت. ونصب «حلفة» ، بفتح الحاء ، على المصدر من غير لفظه.
وقوله : لم تحلل : من التحلل في اليمين ، وهو الاستثناء ، وروي بفتح «اللام» ، على أن الجملة صفة لـ «حلفة» ، وروي بكسرها ، على أن الجملة حال من ضمير «آلت».
قال الباقلاني : يتعجب من ذلك اليوم ، وإنما تشددت وتعسرت وحلفت عليه ، فهو كلام رديء النسج ، لا فائدة لذكره لنا أن حبيبته تمنّعت عليه يوما بموضع يسمّيه ويصفه ، وأنت تجد في شعر المحدثين من هذا الجنس في التغزل ما يذوب معه اللب ، وتطرب عليه النفس ، وهذا مما يشمئز منه القلب ، وليس فيه شيء من الإحسان والحسن. [إعجاز القرآن ٢٥٦ ، وشرح أبيات المغني ج ١ / ١٦ ، والهمع ج ١ / ١٨٧].
(٥٤٨) هلّا سألت وخبر قوم عندهم |
|
وشفاء غيّك خابرا أن تسألي |
وبعد البيت :
هل نكرم الأضياف إن نزلوا بنا |
|
ونسود بالمعروف غير تنحّل |
والبيتان من قصيدة لربيعة بن مقروم ، وهو شاعر مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام وأسلم. وأنشد الرضي البيت الأول على أن تقدم (خابرا) على «أن» ، نادر ، أو هو منصوب بفعل يدل عليه المذكور ، والتقدير : تسألين خابرا ، وقال قوم : لا يجوز القول : أقوم زيدا كي تضرب. وخرج بعضهم البيت أن (خابرا) حال ، وأنا أضيف وجهين مقبولين : الأول : رفع خابر على أنه خبر للمبتدا «شفاء» و «إن» شرطية ، والتقدير : شفاء نفسك خبير ، كما تقول : شفاء دائك أكل البطيخ ، أو شفاء جهلك العلم ، والثاني : أن تكون خابرا اسم فاعل ، بمعنى المصدر ، ويكون منصوبا على أنه مفعول لأجله. هذا ونقل البغدادي عن الحماسة البصرية ، قالت امرأة من بني سليم :
هلّا سألت خبير قوم عنهم |
|
وشفاء علمك خابرا أن تسألي |
يبدي لك العلم الجليّ بفهمه |
|
فيلوح قبل تفكّر وتأمل |
[الخزانة ج ٨ / ٤٣٣].