«اللام» في «لكم» ، بمعنى «من» لأن أفعل إنما يتعدى بـ «من» ، وفيه نظر ؛ لأنّ الشاعر لا يريد أنّ قومه أفضل من قوم الأخطل يوم القيامة ؛ لأن إثبات الفضل العالي لقوم جرير ، يثبت الفضل النازل لقوم الأخطل ، وهذا لا يكون ؛ لأن النصراني الذي شهد الإسلام لا فضل له يوم القيامة ، حيث كفر بالإسلام فلا ينال التفاضل مع المؤمنين بالإسلام ، وإنما مراد الشاعر إثبات الفضل الزائد له ولقومه يوم القيامة ، والمعنى : نحن أفضل مفاخرين لكم يوم القيامة. فالجار والمجرور في موضع الحال. [شرح أبيات المغني / ٤ / ٢٩٣ ، والأشموني / ٢ / ٢١٨ ، والدرر / ٢ / ٣١].
(٩٨) يميد إذا مادت عليه دلاؤهم |
|
فيصدر عنها كلّها وهو ناهل |
معزوّ إلى كثير عزّة. وماد : تحرك. والناهل : العطشان ، والريّان من الأضداد.
والشاهد : أن مجيء «كلّ» المضافة إلى الضمير فاعله قليل. [الهمع / ٢ / ٧٣ ، والدرر / ٢ / ٩٠ ، والأشموني / ٣ / ٨٥].
(٩٩) إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه |
|
فكلّ رداء يرتديه جميل |
مطلع قصيدة في حماسة أبي تمام ، لعبد الملك بن عبد الرحيم الحارثي ، وتروى للسموأل اليهودي ، وليس جديرا أن تكون له. والدنس : الوسخ. يقول : إذا المرء لم يتدنس باكتساب اللؤم واعتياده ، فأي ملبس يلبسه بعد ذلك كان جميلا. والرداء هنا مستعار للفعل نفسه ، أي : أي عمل عمله بعد تجنب اللؤم كان حسنا.
والشاهد : أن «الهاء» في «يرتديه» ، والمستتر في «جميل» ، كل منهما راجع إلى «كل» ؛ لأنها بحسب ما تضاف إليه ، وقد أضيفت هنا إلى مذكر ؛ ولهذا رجع إليها ضمير المذكر. [شرح أبيات المغني / ٤ / ٢٠٢ ، والمرزوقي / ١١٠].
(١٠٠) فلا الجارة الدّنيا لها تلحينّها |
|
ولا الضّيف منها إن أناخ محوّل |
من قصيدة للشاعر النمر بن تولب الصحابي ، أخبر عن نوقه أن الجار لا يذمّها ، وأن الضيف لا يحوّل عنها ، وخصّ الجارة القريبة (الدنيا) دون الجار ؛ لأنه الأغلب ، حيث أراد الأرامل والعجائز ، ووصفها بالقريبة ؛ لأن البعيدة ربما تستغني بكريم آخر ، وربما لا يعلم حالها. فالجارة : مبتدأ ، والدنيا : صفة ، وجملة تلحينها : خبر. واللحي : اللوم. وفيه