المرفق ، أي : لم يشتغل عن قضاء حوائج الناس ، ويحتمل أن المعنى لم يرتفق بماله ، أي : لم يبذل بالرفق ، بل جار عليه بالجود. والمعتفون : الذين يأتون يطلبون المعروف. والرواهق : جمع راهقة ، من رهقه ، إذا غشيه وأتاه ، والهاء يجوز أن تكون ضميرا ، وأن تكون للسكت.
والشاهد : «محتضرونه» ، وهو من حضر بمعنى شهد ، فهو متعد ، يقال : حضرت القاضي ، وأما ما كان منه بمعنى ضد ، غاب ، فهو لازم ، وقد جمع في «محتضرونه» بين النون والضمير ، وحقّ النون الحذف عند الإضافة في جمع المذكر السالم ، وانظر تخريج الوجه في [كتاب سيبويه ج ١ / ٩٦ ، وشرح المفصل ج ٢ / ١٢٥ ، والخزانة ج ٤ / ٢٧١].
(٨٠) يا عجبا للدّهر شتّى طرائقه |
|
وللمرء يبلوه بما شاء خالقه |
البيت للراعي النميري. وطرائق الدهر : ما هو عليه من تقلّبه. قال ابن منظور : كذا أنشده سيبويه ، يا عجبا ، منونا ، وفي بعض كتب ابن جني يا عجبا ، بدون تنوين ، أراد : يا عجبي ، فقلب الياء ألفا لمدّ الصوت ، كقوله تعالى : (يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ) [يوسف : ٨٤]. [اللسان «طرق» وكتاب سيبويه ج ٢ / ٣٠١].
(٨١) من لم يمت عبطة يمت هرما |
|
للموت كأس والمرء ذائقها |
البيت لأمية بن أبي الصلت ، يقول : من لم يمت شابا طريّا من غير علة ، يمت من الهرم والكبر ، فقوله : عبطة ، يعنى من غير علّة ، ذكره ابن يعيش ؛ لتفسير قول الزمخشري : والترخيم حذف في آخر الاسم على سبيل الاعتباط ، يعني من غير علّة موجبة ، وإنما ذلك. لنوع من التخفيف ، من قولهم : اعتبط البعير ، إذا مات من غير علة. [شرح المفصل ج ٢ / ٢١].
(٨٢) أإن شمت من نجد بريقا تألّقا |
|
تبيت بليل أم أرمد اعتاد أولقا |
قاله بعض الطائيين. وقوله : أإن : الهمزة للاستفهام ، وإن شرطية ، وشمت : فعلها ، وهو ماض ؛ ولذلك جاء جوابها «تبيت» مرفوعا ، ويحتمل أن تكون «أن» مصدرية ، حذف قبلها لام التعليل ، والتقدير : «ألأن». وبريق : مصغر «برق». و «أولقا» : جنونا. وهو مفعول اعتاد.
والشاهد : «بليل أم أرمد» ، أصلها : «بليل الأرمد» ، ليل : مضاف ، والأرمد : مضاف إليه