ولا ضرورة ؛ لأنه مفسد للكلام ، ولو خرجنا هذا البيت بإضافة «ندى» إلى المسواك ، يكون أجمل وأحسن. [الأشموني ج ٢ / ٢٧٦ ، والهمع ج ٢ / ٥٢ ، والديوان / ١ / ١٧١].
(٤٢) وما زوّدوني غير سحق عباءة |
|
وخمس ميء منها قسيّ وزائف |
البيت لمزرّد بن ضرار في ديوانه ، واللسان «سحق» ، والمرزوقي ج ١ / ٣٦٤.
والسحق : الثوب الخلق البالي. و «ميء» : لغة في «مئة» وقالوا : أصلها «مئي» وقيل «مئيّ» بالتشديد. وقسيّ : على وزن صبيّ ، ودرهم قسيّ : رديء ، والجمع قسيان. وفي حديث عبد الله بن مسعود : أنه باع نفاية بيت المال ، وكانت زيوفا وقسيانا. وقد فسّرت أيضا : الزائف ، ويبدو أنه أعلى مرتبة من الزائف ؛ لأنه أراد أن يقسّم ، ويذكر أنواع الخمسمائة التي نالها. وقال المرزوقي : سمعت أبا علي الفارسي يقول : كلّ صفتين تتنافيان وتتدافعان ، فلا يصحّ اجتماعهما لموصوف ، لا بدّ لإضمار «من» معهما ، إذا فصّل جملة بهما ، متى لم يجىء ظاهرا ، ثم أنشد البيت وقال : يريد ومنها زائف.
(٤٣) وإنّا من اللائين إن قدروا عفوا |
|
وإن أتربوا جادوا وإن تربوا عفّوا |
البيت بلا نسبة في الهمع ج ١ / ٨٣ ، وأنشده السيوطي شاهدا لاستعمال «اللائين» بمعنى الذين ، قال : وقد تعرب ، فيقال : «اللاؤون» ، وأنشد : «هم اللاؤون فكوا الغلّ عنّي». وأتربوا : كثر مالهم ، وتربوا : قل مالهم ، يعني أنهم يعطون على الغنى ويعفّون عند الفقر.
(٤٤) ووجدي بها وجد المضلّ بعيره |
|
بنخلة لم تعطف عليه العواطف |
البيت للشاعر مزاحم بن الحارث العقيلي ، وينسب للنابغة الجعدي.
والوجد : ما يجده الانسان من العشق. والمضل : اسم فاعل ، من أضلّه. ونخلة : اسم مكان بالقرب من مكة ، وعليها يأخذ الحاج بعد انقضاء حجهم ؛ ولذلك قال : لم تعطف ؛ لأنهم آخذون في الانصراف. وجملة «لم تعطف» حال من المضل. ولم تعطف العواطف : جمع عاطفة ، أي : لم ترقّ له ، ولم يحمله على بعير من إبله ، والمعنى : أنه وجد بمفارقته لها كما وجد الذي ضلّ بعيره في هذا الموضع. والبيت من شواهد سيبويه ، ومحل الشاهد أنه جعل «وجدي» مبتدأ ، و «وجد المضل» خبره لا يستغنى عنه ، فلم يجز نصبه على المصدرية ، وأصله : وجدي بها وجد مثل وجد المضلّ بعيره. [كتاب سيبويه ج ١ / ١٨٤ ، والخزانة ج ٦ / ٢٦٩].