البيت وما يليه للشاعر متمم بن نويرة ، من قصيدة يرثي فيها أخاه مالكا ، الذي قتل في حرب الردّة. والوجد : الحزن. والأظآر : جمع ظئر ، وهنّ نوق يعطفن على حوار واحد ، فيرضع من اثنتين ، ويتخلى أهل البيت بواحدة. والروائم : اللاتي يعطفن عليه ، جمع رائمة ، يقال : رئمته رئمانا ، إذا شمته فأحبته. والحوار : ولد الناقة. والمجرّ : بضم الميم وفتح الجيم ، مصدر ميمي بمعنى الإجرار ، مصدر أجر لسان الفصيل ، إذا شقه ؛ لئلا يرتضع أمه. والمصرع : الهلاك. والبيت شاهد لتأنيث الظئر ، بتذكير عدده ، والظئر يكون في النساء والإبل ، غير أنه في النساء أن ترضع ولد غيرها ، وفي الإبل تعطف على الفصيل ، لتدرّ. وجملة «أصبن» ، صفة ثالثة لأظآر. يعني : كل واحدة منهن رأت إجرار حوارها ، فهي ثكلى ترأم البوّ ، والبيت الثاني ، يتمم معنى البيت الأول «وما وجد أظآر .. بأوجد مني». قال أبو أحمد : وقصة موت مالك بن نويرة أكثر المؤرخون فيها من الكذب ، والصحيح أن مالكا مات مرتدا مصرّا على ارتداده ، والدليل على ذلك ، أن عمر بن الخطاب سمع شعر متمم في رثاء أخيه مالك ، فقال عمر بن الخطاب : لوددت لو أنك رثيت أخي زيدا بمثل ما رثيت به مالكا أخاك ، فقال : يا أبا حفص ، والله لو علمت أن أخي صار بحيث صار أخوك ، ما رثيته ، فقال عمر : ما عزاني أحد عن أخي بمثل تعزيته ، وأراد متمم أن أخاه مالكا ، قتل عن الردة غير مسلم ، وأن زيد بن الخطاب ، قتل شهيدا يوم اليمامة ، والقصيدة بتمامها في المفضليات ، وانظر شرح أبيات المغني ج ٦ / ١٣.
(٢٠٤) إن وجدت الصديق حقّا لإياك |
|
فمرني فلن أزال مطيعا |
البيت بلا نسبة في الهمع ج ١ / ٦٣ ، قال السيوطي : ويتعين انفصال الضمير في صور ، وذكر منها : أن يلي اللام الفارقة ، وأنشد البيت. واللام الفارقة ، هي التي تأتي بعد «إن» المهملة ؛ للفرق بينها وبين العاملة.
(٢٠٥) حننت إلى ريّا ونفسك باعدت |
|
مزارك من ريّا وشعباكما معا |
فما حسن أن تأتي الأمر طائعا |
|
وتجزع أن داعي الصبابة أسمعا |
قفا ودعا نجدا ومن حل بالحمى |
|
وقلّ لنجد عندنا أن تودعا |
وليست عشيات الحمى برواجع |
|
عليك ولكن خلّ عينيك تدمعا |
تلفّتّ نحو الحيّ حتى وجدتني |
|
وجعت من الإضغاء ليتا وأخدعا |
وأذكر أيام الحمى ثم أنثني |
|
على كبدي من خشية أن تصدّعا |