الأهل والأولاد والجار ، والمصراع الأول : ينصرف إلى أعدائه ، والثاني إلى عشيرته. والقوانس : أعلى البيضة. وانتصب «القوانس» من فعل دلّ عليه قوله : «وأضرب منا» ، ولا يجوز أن يكون انتصابه عن «أضرب» ؛ لأن أفعل الذي يتمّ بـ (من) لا يعمل إلا في النكرات ، كقولك «هو أحسن منك وجها» ، وأفعل هذا يجري مجرى فعل التعجب ، ولذلك يعدى إلى المفعول الثاني باللام ، فنقول : ما أضرب زيدا لعمرو. [شرح أبيات المغني / ٧ / ٢٩٢].
(٥) هذي برزت لنا فهجت رسيسا |
|
ثمّ انصرفت وما شفيت نسيسا |
مطلع قصيدة للمتنبي ، مدح بها محمد بن زريق الطوسي. والرسيسا : ما رسّ في القلب من الهوى ، أي : ثبت. والنسيس : بقية النفس بعد المرض والهزال ، يقول : برزت لنا ، فحركت ما كان في قلبنا من هواك ثم انصرفت ولم تشف بقايا نفوسنا التي أبقيت لنا بالوصال.
والشاهد : «هذي». قال ابن جني : يا هذه ، ناداها ، وحذف حرف النداء ضرورة. وقال المعري : «هذي» موضوعة موضع المصدر ، إشارة إلى البرزة الواحدة ، كأنه يقول : هذه البرزة برزت لنا ، كأنه يستحسن تلك البرزة الواحدة.
(٦) قد أصبحت بقرقرى كوانسا |
|
فلا تلمه أن ينام البائسا |
هذا رجز. رواه سيبويه ، ولم ينسبه. وقرقرى : موضع. وقوله : كوانسا : جمع كانس ، وكنس الظبي : أوى إلى كناسه ، أي : بيته ، وقد استعاره للإبل ، وصف إبلا بركت بعد الشبع فنام راعيها ؛ لأنه غير محتاج إلى رعيها.
والشاهد : البائسا. قال الكسائي : يجوز أن يوصف الضمير للترحم عليه ، والتوجع له. فالبائس : صفة لضمير المفعول به وهو الهاء في «لا تلمه». وعند سيبويه يجوز أن يكون بدلا من الهاء ، وأن يكون منصوبا بعامل محذوف على الترحم. [شرح أبيات المغني / ٦ / ٣٥١ ، وسيبويه / ١ / ٢٥٥ ، والهمع / ١ / ٦٦].
(٧) إنّ سلمى من بعد يأسي همّت |
|
بوصال لو صحّ لم تبق لي بوسا |
عيّنت ليلة فما زلت حتى |
|
نصفها راجيا فعدت يؤوسا |
لم يعرف للبيتين قائل.
والشاهد : في البيت الثاني قوله : حتى نصفها ، حيث اشترطوا في مجرور «حتى» أن يكون آخر جزء فيما قبلها ، كقولهم : (أكلت السمكة حتى رأسها) ، أو ملاقي آخر جزء ، كقوله