.................................................................................................
______________________________________________________
وذكر «قد» و «سوف» قال : ومن تلك الحروف «ربما» وقلما جعلوا «ربّ» مع «ما» بمنزلة كلمة واحدة وهيئوها ليذكروا بعدها الفعل ؛ لأنهم لم يكن لهم سبيل إلى : ربّ يقول ، ولا إلى : قلّ يقول ؛ فألحقوها وأخلصوها للفعل (١) ، والذي ذكره المصنف عن الفارسي في قول الشاعر :
٢٦٣٤ ـ ربّما الجامل المؤبل فيهم
هو الذي ذكره المغاربة فيه. قال ابن عصفور بعد [٤ / ٢٣] إنشاده (٢) هذا البيت على رواية من رواه بخفض «الجامل المؤبل» : والرواية الصحيحة «الجامل» بالرافع على أن تكون «ما» في موضع اسم نكرة مخفوض بـ «رب» و «الجامل» خبر مبتدأ مضمر والجملة في موضع الصفة كأنه قال : ربّ شيء هو الجامل المؤبل (٣).
ومن ثم قال الشيخ : هذا الذي قاله ـ يعني المصنف ـ عن الفارسي هو مذهب الجمهور ، وابن عصفور خرّج البيت تخريج أبي علي وهو الصحيح ؛ إذ لو كان الصحيح ما اختار المصنف لسمع من كلامهم : ربما زيد قائم بتصريح المبتدأ والخبر ولم يسمع ذلك فيما أعلم ، فوجب تخرج البيت على ما خرّجه الفارسي وابن عصفور (٤). قال : ومثل قوله : ربّما الجامل المؤبل» قول الآخر :
٢٦٣٥ ـ طالعات ببطن نقرة بدن |
ربّما طاعن بها ومقيم (٥) |
وقول الآخر :
٢٦٣٦ ـ أمّ الصّبيّين ما يدريك أن ربّما |
عنظاء قلتها شمّاء قرواخ (٦) |
قال : ويتأول هذان البيتان تأويل «ربما الجامل» ، والعنظاء : الهضبة ، وشماء : مرتفعة ، وقرواخ : جرداء. قال : والذي ذهب إليه المصنف هو مذهب المبرد ، وزعم أنه يليها الجملة الاسمية والفعلية نحو «إنما» تقول : ربما قام زيد ، وربما زيد قائم كما تقول ذلك في «إنما».
وأما زيادة «ما» بعد «من وعن» غير كافة : فقد تقدم الاستدلال عليه من ـ
__________________
(١) انظر : أوضح المسالك (٣ / ١٩) وما بعدها ، والمغني (ص ١٣٤) وما بعدها ثم الكتاب (٣ / ١٥).
(٢) في شرح الجمل له (١ / ٥٠٥).
(٣) المصدر السابق (١ / ٣٥٩).
(٤) التذييل (٧ / ٧٥ / ب).
(٥) من الخفيف وانظره في تذييل أبي حيان (٧ / ٧٥ / ب).
(٦) من البسيط وانظره في المصدر السابق.