.................................................................................................
______________________________________________________
ناه كالطعن ، والكاف مع ما جرّته في موضع الصفة لـ «ناه» ؛ لأنك إن لم تقم المجرور مقامه لزم أن يكون المجرور فاعلا ؛ لأن الصفة إذا قامت مقام الموصوف أعربت بإعرابه والمجرور الذي حرف الجر فيه غير زائد لا يكون فاعلا. فتعين أن تكون الكاف فاعلة وكأنك قلت : مثل الطعن (١) ، ثم قال : ولا حجة في البيت عندي ؛ لاحتمال أن يكون فاعل «ينهى» ضمير الوعيد الذي يدل عليه ما تقدم ، وكأنه قال : ولن ينهى الوعيد ذوي شطط كالطعن أي : كنهي الطعن ؛ فيكون المجرور صفة لمصدر محذوف ، والتقدير : ولن ينهاهم الوعيد نهيا كنهي الطعن.
قال : وإنما الحجة على استعمالها اسما قول الآخر :
٢٦١٣ ـ فيا عجبا إنّ الفراق يروعني |
به كمناقيش الحليّ قصار (٢) |
وقول امرئ القيس :
٢٦١٤ ـ وإنّك لم يفخر عليك كفاخر |
ضعيف ولم يغلبك مثل مغلّب (٣) |
ألا ترى أن الكاف من قوله : «كمناقيش» فاعلة «يروعني» ، والكاف من قوله «كفاخر» فاعلة [يفخر] (٤) ولا يكون الفاعل محذوفا ، والكاف مع ما جرته صفة له ؛ للدليل الذي تقدم ذكره (٥). قال : وممّا يقوّي أن الكاف فاعلة في قول امرئ القيس أنه قرنها بـ «مثل» في قوله :
... ولم يغلبك مثل مغلّب (٦)
قال : ومما يدل أيضا على استعمال الكاف اسما قول ذي الرمة (٧) :
٢٦١٥ ـ أبيت على ميّ كئيبا وبعلها |
على كالنّقا من عالج يتبطّح (٨) |
__________________
(١) من شرح الإيضاح لابن عصفور.
(٢) من الطويل ، وانظره في التذييل (٤ / ٣٢).
(٣) من الطويل ، وهو في ديوانه (ص ٤٤) يريد إذا فخر عليك الضعيف عظم عليك فخره واشتد.
(٤) في الأصل : «بفخر» ، وهو تحريف.
(٥) ينظر : شرح الجمل (١ / ٣٣٥).
(٦) المصدر السابق.
(٧) غيلان بن عقبة العدوي من مضر ومن فحول الطبقة الثانية في عصره ، صاحبته «ميّ بنت عاصم» وبه ختم الشعر (ت ١١٧ ه) راجع الخزانة (١ / ٥١).
(٨) من الطويل ديوانه (ص ٨٥) ، والخصائص (٢ / ٣٦٩). هذا ، وعالج : موضع بالبادية ، ويتبطح : يستلقي على وجهه ، وفي الديوان : «على مثل الأشافي» بدل «على ميّ كئيبا».