.................................................................................................
______________________________________________________
٢٦٠٤ ـ لا تظلموا النّاس كما لا تظلموا (١)
وأنشدوا أيضا :
٢٦٠٥ ـ اسمع حديثا كما يوما تحدّثه |
عن ظفر غيب إذا ما سائل سألا (٢) |
بالنصب ، والبصريون يرفعون. وأنشد المبرد :
٢٦٠٦ ـ وطرفك إمّا جئتنا فاصرفنّه |
كما يحسبوا أنّ الهوى حيث تنظر (٣) |
ومنها :
أنك قد عرفت ما ذكره المصنف من أن الكاف تزاد عند أمن اللبس وتقدم ذكر الأدلة على ذلك. وقد نص النحاة على جواز زيادتها كابن هشام الخضراوي ، وابن أبي الربيع وابن عصفور وغيرهم (٤). قال ابن عصفور : إلا أن ذلك ليس بمطرد فيها ، ولا منقاس. قال : وزيادتها على وجهين :
أحدهما : أن تزاد توكيدا للتشبيه نحو قوله :
٢٦٠٧ ـ [ولعبت طير بهم أبابيل] |
فصيّروا مثل كعصف مأكول (٥) |
فزاد الكاف لتأكيد التشبيه الذي يعطيه «مثل» ، وجرّ «عصفا» بها ، والكاف مع ما جرته في موضع خفض بـ «مثل» وكقول الآخر :
٢٦٠٨ ـ وصاليات ككما يؤثفين (٦)
فزاد إحدى الكافين تأكيدا لما تعطيه الأخرى من معنى التشبيه.
ثانيهما : أن تزاد ، وتخرج عن معنى التشبيه جملة كقوله : ـ
__________________
(١) رجز لرؤبة ، ملحقات ديوانه (ص ١٨٣) برواية : «لا تشتم» وانظر : الخزانة (٣ / ٥٩١) ، (٤ / ٢٧٦) وأمالي الشجري (١ / ١٨٦).
(٢) من البسيط لعدي بن زيد. راجع ديوانه (ص ١٥٨) ، والإنصاف (٢ / ٥٨٨) ، واللسان «كيا».
(٣) سبق تخريجه.
(٤) ينظر التذييل (٤ / ٣٢ ، ٣٥).
(٥) عجز بيت من الرجز ذكرنا صدره وهو لحميد الأرقط ، وينسب ـ كذلك ـ لرؤبة ، ملحقات ديوانه (ص ١٨١) ، وانظر : التصريح (١ / ٢٥٢) ، (٢ / ١٧٢) ، والكتاب (١ / ٢٠٣) ، والمقتضب (٤ / ١٤١ ، ٣٥٠).
(٦) رجز من كلمة لخطام المجاشعي أولها :
حي ديار الحي بين الشهبين
وانظر الكتاب (١ / ١٣ ، ٢٠٣) ، (٢ / ٣٣١) ، والمقتضب (٢ / ٩٧) ، (٤ / ١٤٠ ، ٣٥٠).