[على : معانيها ، وحكم زيادتها]
قال ابن مالك : (ومنها : «على» للاستعلاء حسّا ، أو معنى ، وللمصاحبة ، وللمجاوزة ، وللتّعليل ، وللظّرفيّة ، ولموافقة «من والباء» ، وقد تزاد دون تعويض).
______________________________________________________
أي : لا أحد يتكل عليه ؛ فيحتاج أن (يعتمل) (١) بنفسه لإصلاح حاله فعلى «من» قوله «على من» متعلقة بـ «يتكل». (٢) ، وكذا [٤ / ١٠] قال في البيت الآخر : يحتمل أن الكلام تم عند قوله : «فانظر» أي : فانظر لنفسك ، ولما قرر أنه لا يؤاتيه إلا أخو ثقة استدرك على نفسه ، فاستفهم على سبيل الإنكار على نفسه حيث قرر وجود أخي ثقة ؛ فقال : بمن ثثق؟ أي لا أحد يوثق به ؛ فالباء في «بمن» متعلقة بـ «تثق» (٣). انتهى.
ولا يخفى أن المعنى ليس ما قاله ؛ إنما المعنى على ما قاله المصنف والمتأمل لا يخفى عليه ذلك ، ثم يقال : هب أن هذا التأويل يتم له في البيتين فما يفعل في قول الآخر :
٢٥٤٠ ـ فهلّا الّتي عن بين جنبيك تدفع.
قال ناظر الجيش : قال المصنف (٤) : استعمال «على» للاستعلاء حسّا : (كقوله تعالى) (٥) : (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ)(٦) ، [و] (وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ)(٧) ، واستعمالها للاستعلاء معنى : نحو : (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ)(٨).
[و] (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ)(٩) ، ومن هذا النوع المقابلة اللام المفهمة ما يجب كقول الشاعر :
٢٥٤١ ـ فيوم علينا ويوم لنا |
ويوم نسا [ء] ويوم نسرّ (١٠) |
|
٢٥٤٢ ـ عليك لا لك من يلحاك في كرم |
نحو فاضرر الإملاق والعدم (١١) |
__________________
(١) كذا في الأصل.
(٢) التذييل (٧ / ٤٣ / ب).
(٣) المصدر السابق.
(٤) انظر : شرح التسهيل (٣ / ١٦٣).
(٥) من شرح التسهيل لابن مالك (مخطوط بدار الكتب ، ١٠ ش نحو) وبالأصل : نحو.
(٦) سورة الرحمن : ٢٦.
(٧) سورة المؤمنون : ٢٢.
(٨) سورة البقرة : ٢٥٣.
(٩) سورة البقرة : ٢٢٨.
(١٠) من المتقارب للنمر بن تولب كما استشهد به على مجيء المبتدأ نكرة محضة في مقام التنويع ، وعلى حذف رابط الجملة المخبر بها فالأصل : نساء فيه ونسر فيه. وانظر : الكتاب (١ / ٤٤) ، والهمع (١ / ١٠) ، (٢ / ٢٨).
(١١) من البسيط ، وفي الأصل : الآفات مكان الإملاق. وانظره في التذييل (٤ / ٢٥).