.................................................................................................
______________________________________________________
الأخفش خاصة ، ولم يجعل الخلاف ـ من هذه الثّلاث ـ إلا في واحدة ، وهي
الصفة التي لفظها صالح للمذكر والمؤنث ، ومعناها خاصّ بأحدهما ، كـ : خصيّ وحائض ،
قال في شرح الجمل ما معناه : هي ثلاثة أقسام ، قسم يشبه عموما باتفاق
وقسم يشبه خصوصا باتفاق ، وقسم فيه خلاف ، فالأول : كـ : حسن.
والثاني : كـ :
عذراء ، وملتح ، والثالث : كـ : خصيّ ، وحائض.
أجاز أبو الحسن
: مررت برجل حائض البنت ، وبامرأة خصيّ الابن ، ووجه جوازه ـ عنده ـ أنه لم يحدث
لفظا ليس من كلام العرب ، لأنّ «خصيّا» فعيل بمعنى مفعول يكون للمذكر والمؤنث بغير
هاء ، وكذلك «حائض» ؛ اللفظ صالح لهما ، قال : والذي ذهب إليه غير صحيح ؛ لأنّ هذا
الباب مجاز ، والمجاز لا يقال إلّا حيث تسوغ الحقيقة ، والحيض لا يكون للرجل حقيقة
، فلا يكون له مجازا ، وكذلك الخصاء ، بالنسبة إلى المرأة . انتهى.
وبقي عليه قسم
لم يذكره : وهو ما لفظ الصفة فيه خاصّ بالمذكر ، أو بالمؤنث
والمعنى صالح لهما ، كـ : آلى ، وعجزاء ، والظاهر أنّ حكمه ـ عنده ـ حكم القسم
الثاني ، في أنّه يشبه خصوصا [٣ / ١٥٣] اتفاقا ثمّ في كلامه نظر ، من وجوه :
أحدها : أنّه
مثل في القسم الثاني بـ : مليح ، وليس بجيد ؛ لأنّ اللفظ ليس مختصّا ، لقبوله
التاء ، وإن اختصّ معناه.
ثانيها : قوله
في المجاز : لا يقال منه إلا ما سمع ؛ ممنوع.
ثالثها : قوله
فيه ـ أيضا ـ : لا يقال إلا حيث تسوغ الحقيقة وقد يمنع أيضا ، وقد أدرج الشيخ
القسم الثالث الذي فيه خلاف الأخفش عند ابن عصفور في القسم الثاني المتفق عليه
عنده ، ونقل أحد الضربين من القسم الثاني ، فجعله في القسم الثالث ، وكان ذلك من
شطحان القلم .
__________________