[حكم تكرار «إلّا» للتوكيد]
قال ابن مالك :
(فصل : تكرّر «إلّا» بعد المستثنى بها ، توكيدا ، فيبدل ما يليها ممّا يليه إن كان
مغنيا عنه وإلّا عطف بالواو).
______________________________________________________
قال الشيخ :
وإنّما أجاز المصنف أن يعود إلى الجميع لأنّ العامل عنده إنّما هو (إلّا) ، لا الأفعال السابقة المسلطة على
المستثنى منهم . اه.
قال ناظر الجيش
: يؤتى بـ (إلّا) بعد المستثنى بها لتوكيد (إلّا) الّتي قبلها ، ولغير توكيد ، بل
لقصد الاستثناء ، كما قصد بما قبلها ، أمّا التي لغير توكيد فسيأتي الكلام عليها ،
وأما الّتي للتّوكيد فالمذكور بعدها إمّا أن يكون هو الأوّل في المعنى ـ أعني
المذكور بعد «إلّا» الأولى ـ أو غيره إن كان هو الأول كان بدلا منه ولا احتياج إلى
العطف بل لا يجوز ، وذلك كقولك : ما مررت إلّا بأخيك إلّا زيد ، تريد : ما مررت
إلّا بأخيك زيد ، فأكّدت (إلّا) الأولى بالثّانية ، داخلة بين البدل والمبدل منه ،
ومثله أيضا : قام القوم إلّا زيدا إلّا أخاك ، إن كان (زيد) هو الأخ. ومنه قول
الشاعر :
١٧١٢ ـ ما لك من شيخك إلّا عمله
|
|
إلّا رسيمه
وإلّا رمله
|
لأنّ الرسيم
والرمل ضربان من العدو ، وكلاهما بدل من (عمله) ، وهذا القسم الذي الثّاني فيه هو
الأول ، عبّر عنه المصنف بقوله : إن كان مغنيا عنه أي : إن كان ما يلي (إلّا)
الثانية مغنيا عمّا يلي (إلّا) الأولى ، وهو لا يغني عنه إلّا إن كان بمعناه ، فلو
قيل في الأمثلة المتقدّمة : ما مررت إلّا بزيد ، وقام القوم إلّا أخاك ، وما لك من
شيخك إلّا رسيمه ، وإلّا رمله ؛ صحّ . قال المصنّف : وقد يكون مثل : إلّا رسيمه وإلّا رمله قول الفرزدق :
ـ
__________________