.................................................................................................
______________________________________________________
وضع الرجل موضع (ذا) لما فهم منه ما أرادوه من التقريب . قال : وإذا أرادوا معنى الذم أدخلوا عليها (لا)
النافية ؛ لأنّ نفي المدح ذمّ .
ومنها : أنّ
ابن عصفور استدلّ على أنّ (حبّذا) جعل بمنزلة لفظ واحد ، فكانت مبتدأ ، وإن كان
أصلها الفعل والفاعل بشيئين :
أولهما : أنّ (ذا)
لا تتغير بحسب المشار إليه ، فكما يقال : حبذا زيد ، يقال : حبذا الزيدان ، وحبذا
الزيدون ، وحبّذا الهندات ، وقد قال الشاعر :
٢٠٥٩ ـ وحبّذا نفحات من يمانية
|
|
تأتيك من قبل
الرّيّان أحيانا
|
ثانيهما :
أنّهم لا يفصلون بين (حبّ) و (ذا) بشيء ، لا يقال : حبّ اليوم ذا. فدلّ هذان
الأمران على أنّهم أخرجوا الجملة المركبة ، من (حبّ) و (ذا) عن أصلها ، وجعلوها
بمنزلة لفظ واحد. انتهى.
وقد عرفت [٣ /
١١٠] ما استدلّ به المصنف على أن (حبّذا) ـ من قولنا :حبّذا زيد ـ فعل وفاعل ، لم
يحصل فيهما تغيير ، وكفى به ، وأما ما استدلّ به ابن عصفور ، فالجواب : أنّ (حبذا)
جار مجرى المثل ، وأنّ الأمثال وما جرى مجراها لا يغيّران ، وأما قول ابن عصفور :
إنّ (حبّذا) مبتدأ ، مخبر عنه بما بعده ، والتقدير :المحبوب زيد ، فقد تقدم نقل
المصنف عن ابن خروف أنّ (حبّ) فعل ، و (ذا) فاعله و (زيد) مبتدأ ، وخبره (حبذا) ،
وأنّ ابن خروف قال : وهذا قول سيبويه ، وأخطأ من زعم غير ذلك . ونصّ سيبويه هو أن قال : وزعم الخليل أنّ (حبذا) ـ
__________________