[مسائل لا يجوز فيها الإتباع على اللفظ]
قال ابن مالك : (ولا يتبع المجرور بـ «من» والباء الزائدتين ، ولا اسم «لا» الجنسيّة إلّا باعتبار المحلّ) (١).
______________________________________________________
قال ناظر الجيش : كلامه واضح ، ومثال الأول : (٢) ما فيهما من أحد إلا زيد.
ومثال الثاني : (٣) ليس زيد بشيء ، إلا شيئا لا يعبأ به. ومثال الثّالث (٤) : لا إله إلّا الله ، رفعت البدل من (أحد) لأنه في موضع رفع بالابتداء ولم تحمله على اللفظ فتجرّه ؛ لأنه معرفة موجبة و (من) الزائدة لا تجر إلّا منكرا غير موجب. وخلاف الكوفيين والأخفش في ذلك معروف (٥) ، وتقرير المصنف إنما هو على مذهب سيبويه وجمهور البصريين ، ونصب أيضا المبدل من (شيء) ؛ لأنّه في موضع نصب بـ (ليس) ولم يحمله على اللفظ فيجره ؛ لأنّه خبر موجب ولا عمل للباء (الزائدة) (٦) في خبر موجب (٧) ، ورفعت البدل من اسم (لا) ؛ لأنّه في موضع رفع بالابتداء ، ولم تحمله على اللفظ فتنصبه ؛ لأنّه معرفة موجب ، وكذا لو كان ما بعد (إلّا) نكرة نحو : لا رجل في الدار إلّا رجل من بني تميم ؛ لأنّ (لا) لا تعمل إلّا في منكّر منفي ومن الإتباع على محله المجرور بالباء قول الشاعر ـ أنشده سيبويه ـ :
١٦٨٧ـ يا ابني لبينى لستما بيد |
|
إلّا يدا ليست لها عضد (٨) |
ونقل الشيخ عن الشلوبين قال : إن قلت : كيف يكون (عبد الله) في قولك : ـ
__________________
(١) تسهيل الفوائد (ص ١٠٢). (٢) المجرور بـ (من) الزائدة.
(٣) المجرور بـ (الباء) الزائدة. (٤) اسم (لا) الجنسية.
(٥) ينظر الهمع (١ / ٢٢٤ ، ٢٢٥) والمساعد لابن عقيل (١ / ٥٦٢).
(٦) ما بين القوسين من الهامش.
(٧) خلافا للأخفش فإنه يجيز دخول «من» في الخبر الموجب ، وغير الموجب على النكرة والمعرفة ، ينظر : التذييل والتكميل (٣ / ٥٤٩).
(٨) البيت من الكامل وينسب لطرفة بن العبد وأوس بن حجر ، الشاعرين الجاهليين. وينظر الكتاب (٢ / ٣١٧). لبينى : اسم امرأة ، وبنو لبينى من بني أسد بن وائلة ، أي فأنتما ـ في الضعف ـ كيد بطل عضدها.
والشاهد فيه : نصب ما بعد (إلا) على البدل من موضع المجرور بالباء ؛ لأن موضعه نصب ، وهو في ديوان طرفة (ص ٤٥) ـ وديوان أوس بن حجر (ص ٢١) ، والكتاب (٢ / ٣١٧) ، ومعاني الفراء (٢ / ٢٠١ ، ٤١٦) ، والتصريح (١ / ٣١٥) ، والتذييل (٣ / ٥٤٩) ويروى :
أبني لبينى لستم بيد |
|
... |