.................................................................................................
______________________________________________________
كناية عن غير عدد كانت مفردة ، ومعطوفة. يقول العرب : مررت بدار كذا ونزل المطر بمكان كذا فمكان كذا ، وقالت العرب : أما بمكان كذا وكذا وجذ (١). وهو كناية عن معرفة.
ومن وقوعه على النكرة قوله :
١٩٨٨ ـ وأسلمنى الزّمان كذا |
|
فلا طرب ولا أنس (٢) |
أوقع (كذا) موقع الحال ، وهي نكرة ، وتقول العرب : مررت بدار (كذا) فتصف به النكرة ، فدل على أنه نكرة.
وإن كانت كناية عن عدد فمذهب البصريّين أن تمييزها يكون مفردا ، سواء أكانت مفردة أم معطوفة ، وأريد بها عدد قليل أو كثير ، فتقول : له عندي كذا درهما ، وله عندي كذا وكذا درهما (٣).
وقد نازع ابن خروف في إفرادها ، إذا كانت كناية عن العدد ، وزعم أنّه غير ـ
__________________
ولا تأكيد ولا بدل ، ولا تتعلق الكاف بشيء ، ولا تدل على تشبيه ؛ لأنهما بالتركيب حدث لهما معنى لم يكن قبل ولا تلزم الصدر ، ولا تكون مقصورة على إعراب خاص ، بل تستعمل في موضع رفع وفي موضع نصب ، وفي موضع جرّ بالإضافة ، وبالحرف». اه.
انظر : الهمع (٢ / ٢٧٦) ، وينظر : حاشية الصبان على الأشموني (٤ / ٨٦).
(١) في القاموس المحيط «وجذ» الوجذ : النقرة في الجبل ، تمسك الماء والحوض ، الجمع : وجذان ، ووجاذ ، بكسرهما». اه. وفي حاشية الأمير على مغني اللبيب (١ / ١٦٠) : أن عربيّا قال لآخر : أما بمكة أو بالمدينة مثلا وجذ؟ فقال له الآخر : بلى ، فيه وجاذ متعددة.
(٢) البيت من مجزوء الوافر ، ولم ينسب لقائل معين ولم أهتد إلى قائله.
اللغة : أسلمني : خذلني ، وأسلمني الزمان كذا ، أي كهذا الأسلوب ، والحال التي أنا عليها ، فلا طرب : المراد بالطرب هنا الفرح ، وإلا فهو من الأضداد ، يطلق على الحزن والفرح ، وفي حاشية الأمير (١ / ١٥٩) : «وبعضهم يقول : الطرب خفة تصيب الإنسان ، تسره أو تحزنه». اه. الأنس : ضد الوحشية.
والمعنى : خذلني الزمان ، فصيرني حزينا مستوحشا ، لا فرح عندي ولا أنس.
والشاهد : وقوع (كذا) موقع الحال ، في قوله : «وأسلمني الزمان كذا» ، والحال نكرة ، فدل أن (كذا) نكرة.
من مراجع الشاهد : الأشباه والنظائر (٤ / ١٥٢) ، والأشموني (٤ / ٨٨) ، والتذييل والتكميل (٤ / ٤٢٥).
(٣) يراجع مذهب البصريين في كتاب سيبويه (٢ / ١٧٠ ، ١٧١) ، وتوضيح المقاصد والمسالك للمرادي (٤ / ٣٣٧) ، والتذييل والتكميل (٤ / ٤٢٦) ، والأشباه والنظائر للسيوطي (٤ / ١٥٧).