.................................................................................................
______________________________________________________
وقال سيبويه :
وكأين رجلا [قد] رأيت ، زعم ذلك يونس ، وكأين قد أتاني رجلا ، إلّا أنّ أكثر العرب
إنّما يتكلمون بها مع (من) . انتهى.
واعلم أنّه لما
تعذّرت الإضافة إلى تمييز (كأيّن) لم يبق إلّا النصب وجرّه بـ (من) أكثر من
استعماله منصوبا ؛ لأنّها بمنزلة (كم) الخبرية في المعنى ، وكم الخبرية يقلّ نصب
تمييزها إذا لم يفصل بينها وبينه .
ثمّ قال الشيخ
: ولا يحفظ جرّ التمييز بعد (كأيّن) فإن جاء كان بإضمار (من) وهو مذهب الخليل ، والكسائي كأنّ الشيخ يعني أنّ هذين الإمامين يجيزان بقاء الكلمة
مجرورة ، بعد حرف الجرّ ، وهي المسألة المشهورة المذكورة في باب تعدّي الفعل ،
ولزومه ، قال : ولا يحمل ذلك على إضافة (كأيّن) كما ذهب إليه ابن كيسان . يعني : لما علمت من أنّ إضافة (كأيّن) إلى ما بعدها لا
يجوز. ومن ثمّ قال سيبويه : قال الخليل : إن جرّ أحد من العرب ، فعسى أن يجرّ
بإضمار (من) . وقال ابن خروف : يكون في مميزها النصب ، ويجوز الجرّ
بـ (من) ، لكنّه قال : وبغير (من) ، بفصل ، وبغير فصل ، ومعناها التكثير ولها حكم
الخبرية في جميع أحوالها ، وهذا من ابن خروف يدلّ على أنّ الجرّ بعدها يكون
بالإضافة أيضا ، كما يكون بـ (من) مقدرة [٣ / ٨٧] والأكثر أن يكون مفردا.
الثالث : جوّز
المبرد في : «كأين رجلا ضربت» أن يكون (رجلا) مفعول (ضربت) ويكون التمييز محذوفا ،
التقدير : كأين مرة رجلا ضربت ، فيكون (رجلا) واحدا لفظا ومعنى ، وجوّز أن يكون (رجلا)
تمييزا ، فيكون واحدا في ـ
__________________