وقال زهير :
[٤٨٥] تهوّن بعد الأرض عنّي فريدة |
|
كناز البضيع سهوة المشي بازل |
وقال لبيد :
[٤٨٦] * تروي المحاجر بازل علكوم*
______________________________________________________
سقوط التاء من الوصف المراد به المؤنث في ألفاظ لا تختص بالمؤنث ، بل تطلق على المؤنث وعلى المذكر ، ولو أن ما ذكرتموه كان صحيحا لم يقع ذلك في كلامهم ، قال ابن يعيش بعد أن حكى مقالة الكوفيين : «وهو يفسد من وجوه ، أحدها : أن ذلك لم يطرد فيما كان مختصا بالمؤنث ، بل قد جاء أيضا فيما يشترك فيه الذكر والأنثى ، قالوا : جمل بازل ، وناقة بازل ، وجمل ضامر ، وناقة ضامر ، قال الأعشى :
* عهدي بها في الحي قد سربلت ... البيت*
فإسقاط العلامة مما يشترك فيه القبيلان دليل على فساد ما ذهبوا إليه ، وإن كان أكثر الحذف إنما وقع فيما يختص بالمؤنث ، الثاني أنه ينتقض ما ذهبوا إليه بقولهم مرضعة بإثبات التاء فيما يختص بالمؤنث ، الثالث أن التاء تلحق مع فعل المؤنث نحو حاضت المرأة وطلقت الجارية ، ولو كان اختصاصه بالمؤنث يكفي فارقا لم يفترق الحال بين الصفة والفعل ، فاعرفه» اه كلامه.
[٤٨٥] هذا هو البيت التاسع من قصيدة لزهير بن أبي سلمى المزني يقولها في سنان بن أبي حارثة المري ، وكان وهو شيخ كبير ركب بعيرا ببطن نخل فذهب به فهلك (الديوان ٢٩٢ ـ ٣٠٠) ومطلعها قوله :
لسلمى بشرقي القنان منازل |
|
ورسم بصحراء اللبيين حائل |
والفريدة : التي لا مثل لها ، والبضيع : أراد لحمها ، وهو جمع بضع ـ بفتح فسكون ـ ونظيره كلب وكليب ، ومعنى «كناز البضيع» كثيرة اللحم صلبة ، وسهوة المشي : سهلته ، والبازل : التي بلغت أقصى السن ، وذلك بعد نهاية السنة الثامنة ، وما بعد البزول إلا النقصان ، ومحل الاستشهاد من البيت هنا قوله «بازل» حيث وصف به الناقة من غير أن يلحق به تاء التأنيث ، وذلك يدل على أن هذا اللفظ يستوي فيه المذكر والمؤنث ، على نحو ما بيّناه لك في شرح الشواهد السابقة.
[٤٨٦] هذا عجز بيت للبيد بن ربيعة العامري ، وهو بتمامه :
بكرت بها جرشية مقطورة |
|
تروي المحاجر بازل علكوم |
وقد أنشد هذا البيت ابن منظور (ق ط ر ـ ج ر ش ـ ع ل ك م) والجرشية ـ بضم الجيم وفتح الراء ـ المنسوبة إلى جرش ، وهو مخلاف من مخاليف اليمن ، ومقطورة : أي مطليّة بالقطران ، قالوا : بعير مقطور ، وقالوا : بعير مقطرن ، أيضا ، وقالوا : قطرت البعير والناقة ، أي طليتها بالقطران ، وقال امرؤ القيس :
أيقتلني وقد شعفت فؤادها |
|
كما قطر المهنوءة الرجل الطالي؟ |
والمحاجر : أراد به الحديقة ، والعلكوم ـ بوزن العصفور ـ الشديدة الصلبة ، الناقة علكوم