تغيّر كلّ ذي طعم ولون |
|
وقلّ بشاشة الوجه المليح |
أراد «قلّ بشاشة» بالتنوين ؛ فحذف التنوين لالتقاء الساكنين ، لا للإضافة ، ولهذا رفع «الوجه» لأنه فاعل «قلّ» ويروى هذا الشعر لآدم عليهالسلام ، وقال الآخر :
[٤١٧] حيدة خالي ولقيط وعلي |
|
وحاتم الطّائيّ وهّاب المئي |
يراد «حاتم» بالتنوين ؛ فحذف التنوين لالتقاء الساكنين ، وقال الآخر :
[٤١٨] عمرو الّذي هشم الثّريد لقومه |
|
ورجال مكّة مسنتون عجاف |
______________________________________________________
الإقواء ، وهو تغير حركة حرف الرويّ ، ومنهم من يروي بنصب «بشاشة» من غير تنوين ، ويرفع «الوجه» على أنه فاعل قل ، ويرفع «المليح» على أنه صفة للفاعل ، وعلى هذا يسلم البيتان من الإقواء ، ولكن يقع في ثانيهما ضرورة حذف التنوين من الاسم الذي هو بشاشة لغير سبب من الأسباب الثمانية التي ذكرناها في شرح الشاهد ٤١٤ وقد قرىء في قوله تعالى : (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) برفع ذائقة من غير تنوين ونصب الموت على أنه مفعول به لذائقة ، وحذف التنوين على هذا للتخلص من التقاء الساكنين كما في بيت الشاهد والبيتين قبله. وحكى أبو سعيد السيرافي قال : «حضرت مجلس أبي بكر بن دريد ، ولم أكن قبل ذلك رأيته ، فجلست في ذيل المجلس ، فأنشده أحد الحاضرين بيتين يعزيان إلى آدم عليهالسلام قالهما لما قتل ابنه قابيل هابيل وهما* تغيرت البلاد ـ البيتين* فقال أبو بكر : هذا شعر قد قيل في صدر الدنيا وجاء فيه الإقواء ، فقلت : إن له وجها يخرجه من الإقواء ، فقال : ما هو؟ قلت : نصب بشاشة ، وحذف التنوين منها لالتقاء الساكنين لا للإضافة ، فتكون بهذا التقدير نكرة منتصبة على التمييز ، ثم رفع الوجه وصفته بإسناد قل إليه ، فقال لي : ارتفع ، فرفعني حتى أقعدني إلى جنبه».
[٤١٧] هذان بيتان من الرجز المشطور ، وهما لامرأة من بني عقيل تفخر بأخوالها من اليمن كذا قال أبو زيد في النوادر (ص ٩١) وهما من شواهد رضي الدين في باب العدد وباب الجمع وباب التنوين من شرح الكافية ، وشرحه البغدادي في الخزانة (٣ / ٣٠٤) وقد أنشدهما ابن منظور (م أى) وأبو زيد في نوادره (ص ٩١) وابن جني في الخصائص (١ / ٣١١) وحيدة ، ولقيط ، وعلي : أعلام أشخاص ، و «حاتم الطائي» مضرب المثل في الجود والكرم. ومحل الاستشهاد من هذا الشاهد قوله «وحاتم الطائي» حيث حذف التنوين من حاتم لالتقاء الساكنين ، لا لسبب من الأسباب الثمانية التي بيّناها لك في شرح الشاهد ٤١٤ ، وهذا الحذف ههنا للضرورة ، وكان الأصل أن يحرك التنوين فتنشأ نون يكسرها على ما هو الأصل في التخلص من التقاء الساكنين ، ولكنه لم يفعل ذلك وحذف التنوين رأسا ، وقد سمعت في عبارة الأعلم الشنتمري التي أثرناها لك في شرح الشاهد ٤١٤ أن الحذف في «وحاتم الطائي» أخفّ الضرورات لكون الطائي صفة لحاتم ، والصفة مع موصوفها كالكلمة الواحدة ، وفي البيت شاهد آخر ، وذلك في قوله «المئي» حيث حذف النون ، وأصله «المئين» لأنها أخت التنوين.
[٤١٨] هذا البيت لمطرود بن كعب الخزاعي ، من كلمة له يمدح فيها هاشم بن عبد مناف والد