.................................................................................................
______________________________________________________
١٤٩٥ ـ وإنّي لتعروني لذكراك هزّة |
|
كما انتفض العصفور بلّله القطر (١) |
فلو كان الفعل واحدا ولم يذكر لكان الحكم مثل ما هو مع وحدته إذا ذكر ، وذلك نحو : ضرب الصبي تأديبا (٢) ، وكذا لو كان الفاعل غير واحد في اللفظ وواحدا في التقدير كقول النابغة :
١٤٩٦ ـ وحلّت بيوتي في يفاع ممنّع |
|
تخال به راعي الحمولة طائرا |
حذارا على أن لا تنال مقادتي |
|
ولا نسوتي حتّى يمتن حرائرا (٣) |
فإن فاعل «حلّت» في الظاهر غير فاعل «حذارا» وهو في التقدير واحد ؛ لأن المعنى : وأحللت بيوتي حذارا ، وكذا قوله تعالى : (يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً)(٤) ؛ لأن معنى يريكم : يجعلكم ترون ، ففاعل الرؤية فاعل الخوف والطمع في التقدير ، فلا يلزم جعل (خَوْفاً وَطَمَعاً) حالين كما زعم الزمخشري (٥) ، ـ
__________________
(١) البيت من الطويل ، وهو في : الإنصاف (١ / ٢٥٣) ، والمقرب (١ / ١٦٢) ، وابن يعيش (٢ / ٦٧) ، وأمالي القالي (١ / ١٤٩) ، والغرة المخفية (٢٧٨) ، وابن القواس (ص ٣٥٠) ، والتذييل (٣ / ٢٦٤) ، والارتشاف (٥٥٣) ، والبحر المحيط (١ / ٢٠٥) ، وتعليق الفرائد (١٥٢٥) ، والمطالع السعيدة (ص ٣٠٦) ، والبهجة المرضية (ص ٦٠) ، وأوضح المسالك (١ / ١٧٤) ، وشذور الذهب (ص ٢٨٧) ، والعيني (٣ / ٦٧ ، ٢٧٨) ، والدرر (١ / ١٦٦) ، والأشموني (٢ / ١٢٤ ، ٢١٥) ، وحاشية الخضري (١ / ١٩٥).
والشاهد في قوله : «لذكراك» ؛ حيث دخلت عليه لام الجر ؛ لأن فاعل المصدر غير فاعل المعلل به.
(٢) ينظر : التذييل (٣ / ٢٦٠).
(٣) البيتان من الطويل ، وهما للنابغة الذبياني ، وينظر فيهما : الكتاب (١ / ٣٦٨) ، وشرح الأبيات للسيرافي (١ / ٢٩ ، ٣٠) ، وابن يعيش (٢ / ٤٥) ، والتذييل (٣ / ٢٦٦) ، والغرة لابن الدهان (٢ / ٧٢) ، وديوان النابغة (ص ٦٤ ، ٦٥) ، ولم يكن البيتان في الديوان متتاليين بل وقع بينهما بيت آخر وهو :
تزل الوعول العصم عن قذفاته |
|
وتضحى ذراء بالحساب كوافرا |
وهذه الأبيات من قصيدة يمدح بها النعمان بن المنذر.
اللغة : اليفاع : المشرف من الأرض. الحمولة : الإبل التي قد أطاقت الحمل وتظن طائرا لبعدها عن الأرض. والمقادة : من قدته إذا سقته.
والشاهد : في البيت الثاني في قوله : «حذارا» ؛ حيث نصب مفعولا له بدون أن تدخل عليه لام الجر ، مع أن فاعل الحذر ليس البيوت. ويستدل بهذا البيت من لا يشترط اتحاد الفاعل. ومن يشترط ذلك يؤوله على أن الفاعل في التقدير واحد.
(٤) سورة الرعد : ١٢ ، وسورة الروم : ٢٤.
(٥) ينظر : الكشاف (١ / ٤٠٥).