[حكم المعطوف على اسم إنّ ولكنّ وبقية نواسخ هذا الباب]
قال ابن مالك : (فصل ؛ يجوز رفع المعطوف على اسم «إنّ» و «لكنّ» بعد الخبر بإجماع لا قبله مطلقا ، خلافا للكسائي ، ولا بشرط خفاء إعراب الاسم خلافا للفرّاء. وإن توهّم ما رأياه قدّر تأخير المعطوف أو حذف خبر قبله ، و «أنّ» في ذلك كـ (إنّ) على الأصحّ ، وكذا البواقي عند الفرّاء والنّعت وعطف البيان والتّوكيد كالمنسوق عند الجرمي والفرّاء والزّجّاج.
وندر : إنّهم أجمعون ذاهبون. وإنّك وزيد ذاهبان ، وأجاز الكسائيّ رفع المعطوف على أوّل مفعولي «ظنّ» إن خفي إعراب الثّاني).
______________________________________________________
قال سيبويه : «ولو خففوا (أنّ) وأبطلوا عملها في المظهر والمضمر وجعلوها «كإنّ» إذا خففت لكان وجها قويّا» (١).
قال ناظر الجيش : قال المصنف (٢) : نصب المعطوف على اسم «إنّ» مستغن عن التنبيه عليه لأنه كالعطف على لفظ سائر المعمولات ، ولا فرق في ذلك بين إنّ وأخواتها ولا بين وقوعه قبل الخبر ووقوعه بعده (٣).
ومثال وقوعه قبل الخبر ، قوله تعالى : (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ)(٤) الآية.
ومثال وقوعه بعد الخبر ، قول الراجز :
١٠٢٨ ـ إنّ الربيع الجود والخريفا |
|
يدا أبي العبّاس والصّيوفا (٥) |
أراد : إن الربيع الجود والخريف والصّيوف يدا أبي العباس. ـ
__________________
(١) الكتاب (٣ / ١٦٥) ، وينظر الهمع (١ / ١٤٢) ، وقد ذكر أن هذا مذهب سيبويه والكوفيين.
(٢) شرح التسهيل لابن مالك (٢ / ٤٨).
(٣) ينظر التصريح (١ / ٢٢٦) ، وشرح الألفية للمرادي (١ / ٣٤٩) ، وشرح الألفية لابن الناظم (٦٧).
(٤) سورة الأحزاب : ٣٥.
(٥) الرجز لرؤبة ، وهو في الكتاب (٢ / ١٤٥) ، والمقتضب (٤ / ١١١) ، والتذييل (٢ / ٨٠٥) ، وملحقات ديوان رؤبة (ص ١٧٩) ، والهمع (١ / ١٤٤) ، والدرر (٢ / ٢٠٠) ، والتصريح (١ / ٢٢٦) ، والعيني (٢ / ٢٦١) ، وشرح الألفية لابن الناظم (ص ٦٨) ، وشرح الكافية الشافية (١ / ٥١٠).
اللغة : الجود : المطر الغزير ، الصيوف : جمع صيف والمراد به الربيع والخريف والصّيوف أمطارهن ، وأبو العباس : هو السفاح عبد الله بن محمد بن علي أول الخلفاء العباسيين.
والشاهد قوله : (والصيوفا) حيث عطفه على لفظ اسم إنّ وهو الربيع بعد ذكر الخبر وهو (يدا أبي العباس).