.................................................................................................
______________________________________________________
ماضيا من الأفعال الداخلة على المبتدأ والخبر (١) ، نحو قوله تعالى : (وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ)(٢) ، وقوله تعالى : (إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ)(٣) وقوله : (وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ)(٤) ، وذلك أنها كانت قبل التخفيف مختصة بالمبتدأ والخبر ، فلما خففت وضعف شبهها بالفعل جاز دخولهما على الفعل ، وكان الفعل من الأفعال المشاركة لها في الدخول على المبتدأ والخبر ، كيلا تفارق محلها بالكلية ولا يكون ذلك الفعل غالبا إلا بلفظ الماضي فإن كان مضارعا حفظ ولم يقس عليه (٥) ، كقوله تعالى (وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ)(٦) ، وكقراءة أبي بن كعب (٧) : (وإن أخالك [يا] فرعون مثبورا) (٨) وكذا إن وليها فعل من غير الأفعال المختصة بالمبتدأ والخبر كقراءة ابن مسعود رضياللهعنه : إن لبثتم لقليلا (٩) ذكرها الأخفش في المعاني (١٠) ، وكقول امرأة : والذي يحلف به إن جاء لخاطبا (١١) ، يعني النبي صلىاللهعليهوسلم ، وكقول بعض العرب «إن يزينك لنفسك وإن يشينك لهية (١٢) ، وكقول امرأة الزبير رضي الله تعالى عنهما :
٩٩٦ ـ ثكلتك أمّك إن قتلت لمسلما |
|
حلّت عليك عقوبة المتعمّد (١٣) |
__________________
(١) هذا مذهب البصريين ويجوز دخولها عند الكوفيين على سائر أنواع الفعل ينظر التوطئة (٢٠٦) ، وابن الناظم (٦٨) ، وشرح الرضي (٢ / ٣٥٩) ، ورصف المباني (١٠٩) ، والأشباه والنظائر (٢ / ١٥٠).
(٢) سورة البقرة : ١٤٣.
(٣) سورة الصافات : ٥٦.
(٤) سورة الأعراف : ١٠٢.
(٥) ينظر التصريح (١ / ٢٣٢) ، وابن الناظم (٦٨) ، والهمع (١ / ١٤٢).
(٦) سورة القلم : ٥١.
(٧) هو أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري البخاري ، أبو المنذر وأبو الطفيل ، سيد القراء ، كان من أصحاب العقبة الثانية ، وشهد بدرا والمشاهد ، ومات في خلافة عثمان سنة (٣٠ ه) على أرجح الأقوال. ينظر الإصابة في تمييز الصحابة (١ / ١٦) ط. السعادة.
(٨) سورة الإسراء : ١٠٢ وهي (وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً) وينظر قراءة أبيّ في الكشاف (١ / ٤٦٥).
(٩) سورة الإسراء : ٥٢.
(١٠) ينظر التصريح (١ / ٢٣٢) ، والهمع (١ / ١٤٢).
(١١) المرجع السابق.
(١٢) ينظر شرح عمدة الحافظ (١٣٨) ، والهمع (١ / ١٤٢) ، والتصريح (١ / ٢٣٢) ، والأشموني (١ / ٢٩٠) ، وابن عقيل (١ / ١٣٨ ـ ١٣٩) ، وابن الناظم (٦٨).
(١٣) تقدم.