.................................................................................................
______________________________________________________
مؤكدة ناصبة الاسم رافعة للخبر وجعل الهاء اسمها والخبر محذوفا كأنه قال : إن الذي ذكرتن واقع أو كما وصفتن ، فحذف الخبر للعلم به واقتصر على الاسم. والذي زعم هذا القائل ممكن في البيت المذكور فلو لم يوجد شاهد غيره لرجح قوله ، ولكن الشواهد على كون «إنّ» بمعنى «نعم» تأيّدها ظاهر ودافعها مكابر فلزم الانقياد إليها والاعتماد عليها ، فمنها : قول عبد الله بن الزبير رضياللهعنهما لابن الزبير الأسدي (١) لما [٢ / ١٢٠] قال :لعن الله ناقة حملتني إليك : «إنّ وراكبها» أراد نعم لعن وراكبها (٢).
ومنها : قول حسان بن ثابت الأنصاري رضياللهعنه :
٩٨٨ ـ يقولون أعمى قلت : إنّ وربّما |
|
أكون وإنّي من فتى كبصير (٣) |
ومنها : أنشد أحمد بن يحيى قول الشاعر (٤) :
٩٨٩ ـ ليت شعري هل للمحبّ شفاء |
|
من جوى حبّهنّ إنّ اللّقاء (٥) |
ومنها : قول الطائيين (٦) :
٩٩٠ ـ قالوا أخفت؟ قلت إنّ وخيفتي |
|
ما إن تزال منوطة برجاء (٧) |
__________________
ويروى البيت الأول برواية :
بكر العواذل بالضحى |
|
يلحينني وألومهنه |
والشاهد قوله : (فقلت إنّه) حيث جاءت «إنّ» فيه بمعنى نعم والهاء للسكت.
(١) ذكر العلوي أن هذا القول لعمر بن عبد العزيز وليس لابن الزبير ، ينظر شرح العلوي (٢ / ٩٥٧ ـ ٩٥٨) ، وشرح الوافية (٢ / ٦٥٩).
(٢) ينظر شرح الجمل لابن عصفور (١ / ٤٤٤) ط. العراق ، وشرح ابن الحاجب على كافيته (٢ / ٧٧٧) ورصف المباني (١٢٤) ، والمغني (١ / ٣٨) وشرح الدماميني على المغني (١ / ٨٠) ، وشرح العلوي (٢ / ٩٥٧ ـ ٩٥٨) وشرح الوافية على الكافية (٢ / ٩٥٩).
(٣) البيت في التذييل (٢ / ٧٣٨) ، وشرح الألفية للشاطبي (٤ / ٦٩) ، مخطوط بدار الكتب رقم ٤ نحو ش ، ورواية البيت فيهما : (ليصير) مكان (كبصير).
والشاهد قوله : (يقولون أعمى ... قلت إنّ) حيث وردت «إنّ» بمعنى نعم لأنها وقعت جوابا للسؤال.
(٤) لم يعلم.
(٥) البيت في شرح التسهيل للمصنف ، والتذييل (٢ / ٧٣٨).
والشاهد فيه قوله : (هل للمحب شفاء ... إن اللقاء) حيث وقعت «إنّ» جوابا لسؤال فهي بمعنى نعم والتقدير : نعم اللقاء شفاء من جوى حبها.
(٦) لم يعرف القائل.
(٧) البيت من الكامل وهو في التذييل (٢ / ٧٣٨) ، والمغني (٢ / ٦٤٨) ، وشرح الشواهد (٢ / ٩٣٦) ، والخزانة (٤ / ٤٨٦).
والشاهد قوله (قالوا أخفت؟ قلت إنّ) حيث جاءت «إنّ» بمعنى نعم.