.................................................................................................
______________________________________________________
لا تدخل على مبتدأ خبره مفرد طلبي (١) فلذلك خصصتها بالإحالة عليها هنا فقلت : وما لا تدخل عليه دام لا تدخل عليه هذه الأحرف فعلم بهذا أن هذه الأحرف لا تدخل على ما خبره جملة طلبية نحو : زيد هل قام وعمرو أكرمه وخالد لا تهنه (٢).
ثم نبهت على ما شذ من دخول «إنّ» على ما خبره نهي كقول الشاعر :
٩١٦ ـ إنّ الّذين قتلتم أمس سيّدهم |
|
لا تحسبوا ليلهم عن ليلكم ناما (٣) |
ثم أشرت إلى أنّ للجزأين من الأحوال والأقسام بعد دخول هذه الأحرف ما كان لها قبل دخولهن فكما انقسم المبتدأ إلى اسم عين وإلى اسم معنى ؛ كذلك ينقسم اسم «إنّ وأخواتها» نحو : إنّ العالم فاضل وإنّ العلم فضل ، وكما انقسم الخبر في باب الابتداء إلى الأقسام المتقدم ذكرها ثم كذلك ينقسم إليها في هذا الباب ، وكما استصحبت الأقسام تستصحب الأحوال والشروط ، ومن الشروط عود ضمير من الجملة المخبر بها ومن الأحوال حذف الضمير لدليل كقول الشاعر :
٩١٧ ـ وإنّ الّذي بيني وبينك لا يفي |
|
بأرض أبا عمرو لك الدّهر شاكر (٤) |
أراد لا يفي به أو من أجله وقد تقدم بيان موجب تقديم منصوب هذا الباب وتأخير مرفوعه فلا يجوز الإخلال بمقتضاه فإن كان الخبر ظرفا أو جارّا ومجرورا جاز تقديمه [٢ / ٩٧] لأنه في الحقيقة معمول الخبر (٥) وكان حقه أن لا يتقدم على الاسم ـ
__________________
(١) انظر ذلك في شرح التسهيل للمصنف (١ / ٣٣٥) باب كان وأخواتها.
(٢) ينظر الهمع (١ / ١٣٥) ، وحاشية الخضري (١ / ١٢٩) ، والمطالع السعيدة (ص ٢٢١).
(٣) البيت لأبي مكتع من البسيط ، وهو في شرح الجمل لابن عصفور (١ / ٤٢٨) ، والتذييل (٢ / ٦٣٣) وشرح التسهيل للمرادي (١ / ٤٢٢) ، وتعليق الفرائد (١٠٧٩) ، والأمالي الشجرية (١ / ٣٣٢) ، والمغني (٢ / ٥٨٥) ، وشرح شواهده (٢ / ٩١٤) ، والخزانة (٤ / ٢٩٦) عرضا ، والمفضليات (ص ٤) ، والتصريح (١ / ٢٩٨) ، والأشموني (١ / ٢٦٩) ، والهمع (١ / ١٣٣٥) ، والدرر (١ / ١١٣) ، والشواهد في النحو العربي (٢٩٩).
والشاهد قوله : (إن الذين قتلتم ... لا تحسبوا) حيث جاءت جملة النهي خبرا لإن.
(٤) البيت لقائل مجهول وهو في شرح التسهيل (٢ / ١٢) ، والتذييل (٢ / ٦٣٤).
والشاهد قوله : (وإن الذي بيني وبينك لا يفي) حيث حذف الضمير العائد من جملة الخبر على اسم «إن» جوازا وذلك لدلالة الكلام عليه. والتقدير : لا يفي به أو من أجله.
(٥) ينظر الإيضاح للفارسي (١١٦) ، والمقدمة المحسبة لابن بابشاذ (ص ٢٥) ، والمطالع السعيدة (ص ٢٢١).