الباب الخامس عشر
باب الأحرف النّاصبة الاسم الرّافعة الخبر
[سردها ـ معانيها ـ عملها]
قال ابن مالك : (وهي «إنّ» للتّوكيد و «لكنّ» للاستدراك ، و «كأنّ» للتّشبيه وللتّحقيق أيضا على رأي ، و «ليت» للتّمنّي ، و «لعلّ» للتّرجّي ، والإشفاق والتّعليل والاستفهام. ولهنّ شبه بكان النّاقصة في لزوم المبتدأ والخبر والاستغناء بهما ، فعملت عملها معكوسا ليكونا معهنّ كمفعول قدّم وفاعل أخّر تنبيها على الفرعيّة ، ولأنّ معانيها في الأخبار فكانت كالعمد والأسماء كالفضلات ، فأعطيا إعرابيهما ، ويجوز نصبهما بـ «ليت» عند الفرّاء وبالخمسة عند بعض أصحابه ، وما استشهد به محمول على الحال أو على إضمار فعل وهو رأي الكسائيّ).
______________________________________________________
قال ناظر الجيش : قال المصنف (١) : اعتبار الأصل يقتضي كون أحرف هذا الباب خمسة لا ستة كما يقول أكثر المصنفين ، فإنهم يكملون الستة «بأنّ» المفتوحة ولا حاجة إلى ذلك فإنها فرع المكسورة ، وسأبين ذلك إن شاء الله تعالى ، ومتبوعي فيما اعتبرته سيبويه ، فإنه قال (٢) : هذا باب الحروف الخمسة التي تعمل فيها بعدها كعمل الفعل فيما بعده. وكذا قال المبرد في المقتضب (٣) ، وابن السراج في الأصول (٤) ولو قال : باب الأحرف ؛ لكان أولى من قوله : باب الحرف. لأن أحرفا جمع قلة ، وحروفا جمع كثرة ، والموضع موضع قلة إلا أن كل واحد من جمعي القلة والكثرة قد يقع موقع الآخر ، ومنه قوله تعالى : (وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ)(٥) وقد قيل : إن المسوغ لوقوع «قرء» موقع «أقراء» اختلاف عوايد النساء ، وباعتبار ـ
__________________
(١) شرح التسهيل (٢ / ٥) بتحقيق د / عبد الرحمن السيد ود / بدوي المختون.
(٢) كتاب سيبويه (٢ / ١٣١).
(٣) في المقتضب (٤ / ١٠٧) ، «وإنّ وأنّ» مجازهما واحد فلذلك عددناهما حرفا واحدا.
(٤) يقول ابن السراج في الأصول (١ / ٢٧٧): «الحروف التي تعمل عمل الفعل فترفع وتنصب خمسة أحرف وهي : إن ولكن وليت ولعل وكأنّ. اه.
(٥) سورة البقرة : ٢٢٨.