.................................................................................................
______________________________________________________
حجّتهم قول الشاعر :
٧٧٨ ـ قنافذ هدّاجون حول بيوتهم |
|
بما كان إيّاهم عطيّة عوّدا (١) |
وقول الآخر :
٧٧٩ ـ فأصبحوا والنّوى عالي معرّسهم |
|
وليس كلّ النّوى تلقي المساكين (٢) |
وهذا وما أشبهه عند البصريين محمول على أن يضمر قبل المنصوب ضمير الشأن اسما فيندفع الإشكال ويجوز جعل كان في البيت الأول زائدة ويجوز جعل ما بمعنى الذي وفي كان ضمير ما وهو اسم كان وعطية مبتدأ خبره عوّدا وهو ذو مفعولين ـ
__________________
(١) البيت من بحر الطويل من قصيدة للفرزدق يهجو فيها جريرا وقومه وهي مليئة بالغريب انظرها في ديوانه (١ / ١٨١) وبيت الشاهد في الديوان هكذا.
قنافذ درّامون حول محاشهم |
|
...... |
إلخ اللغة : قنافذ : جمع قنفذ بضمتين وهو الحيوان المعروف المضروب به المثل في سرى الليل. هدّاجون : فعله هدج ومعناه أسرع في المشي. درّامون : يقال درم القنفذ يدرم درما ودرامة إذا قارب الخطو في عجل (القاموس : ٤ / ١١٢). محاشهم : المحاش : القوم يجتمعون حول نار.
المعنى : يهجو الفرزدق جريرا وقومه بأنهم كالقنافذ يسرون بالليل للسرقة والفجور وإن الذي علمهم ذلك هو عطية أبو جرير.
والشاهد فيه قوله : «بما كان إياهم عطية عودا» ، حيث فصل بين كان واسمها بمعمول الخبر وهو جائز عند الكوفيين غير جائز عند البصريين وقد خرجوه وانظر الشرح في ذلك.
والبيت في شرح التسهيل (١ / ٣٦٧) ، وفي التذييل والتكميل (٤ / ٢٤١) ، ومعجم الشواهد (ص ٩٤).
(٢) البيت من بحر البسيط قائله كما في كتاب سيبويه (١ / ٧٠) حميد الأرقط يصف قوما نزلوا به فقدم لهم تمرا كثيرا فأكلوه كله حتى أكل بعضهم نواه ومطلع القصيدة قوله :
لا مرحبا بوجوه القوم إذ حضروا |
|
كأنّها إذ أناخوها الشّياطين |
اللغة : النّوى : جمع نواة وهو ما في التمر من خشب في داخله. معرّسهم : موضع نزولهم ليلا.
وقد كثر الكلام حول هذا الشاهد حتى كتب فيه الشيخ محيي الدين عبد الحميد خمس صفحات. شرح الأشموني (١ / ٤١٠) وملخص ما قيل فيه : «أن الكوفيين يستشهدون به على جواز الفصل بين كان أو إحدى أخواتها وبين اسمها بمعمول الخبر سواء تقدم الخبر على الاسم أيضا كهذا البيت أو لم يتقدم كالبيت الذي قبله وعليه فكل النوى مفعول تلقى والمساكين اسم ليس وتلقى بالتاء هو وفاعله المستتر خبر ليس».
«ورده البصريون الذين يمنعون إيلاء معمول الخبر لكان أو إحدى أخواتها بأن اسم ليس ضمير الشأن وتلقي بالتاء أو بالياء فعل مضارع فاعله المساكين والجملة خبر ليس وكل النوى معمول الخبر. أو الرواية برفع كل فتكون اسم ليس وجملة المساكين بالتاء أو بالياء أيضا خبر ليس ، ولو كان المساكين اسم ليس كما ذهب الكوفيون لجاء في رواية الياء التحتية يلقون». وانظر الشرح في ذلك في الصفحات القادمة.
والبيت في شرح التسهيل (١ / ٣٦٨) وفي التذييل والتكميل (٤ / ٢٤١) وفي معجم الشواهد (ص ٢٣٩).