(٤٣٩) متى ما تلقني فردين ترجف |
|
روانق أليتيك وتستطارا |
البيت لعنترة بن شداد من أبيات عدتها ثلاثة عشر بيتا خاطب بها عمارة بن زياد العبسي وكان الأخير يحسد عنترة على شجاعته ، ويظهر تحقيره ويقول : لوددت أني لقيته خاليا حتى أريحكم منه ، فبلغ عنترة قوله فقال الأبيات وقوله : متى ما تلقني فردين ، أي : منفردين أنا وأنت خاصة ليس معي معين وليس معك معين ، و «فردين» قال الزمخشري في «المفصل» إنه حال من الفاعل والمفعول معا في «تلقني» والروانف : مفردها الرانفة ، وهو طرف الألية الذي يلي الأرض إذا كان الانسان قائما وقوله «تستطارا» ، فيه وجوه منها : أنه فعل مجزوم وعلامة جزمه حذف النون ، وأصلها «تستطاران» والضمير للروانف وعاد إليها الضمير بلفظ التثنية لأنها تثنية في المعنى ، وقد يكون منصوبا بتقدير «وأن تستطار» بالعطف على الجواب بالواو.
والشاهد في البيت : «أليتيك» على أنه يجوز أن يقال : أليتان بتاء التأنيث ، والمشهور أن «الألية» مؤنثة بالتاء في المفرد ، وتثنى بدون تاء (أليان). [٧ / ٥٠٧ ، وشرح المفصل ج ٢ / ٥٥ ، والهمع ٢ / ٦٣].
(٤٤٠) تسائل بابن أحمر من رآه |
|
أعارت عينه أم لم تعارا |
البيت لعمرو بن أحمر الباهلي ، وقوله : عارت عينه في البيت معناه سال دمعها. وقوله : أم لم تعارا : كان القياس أن يقول : أم لم تعر ، فيسكن الراء للجزم ويحذف الألف التي هي عين الفعل ، للتخلص من التقاء الساكنين ، ولكنه فتح الراء مع الألف. وتوجيه ذلك على الفصيح أن يقدر الفعل مؤكدا بالنون الخفيفة ، وهذه النون يفتح ما قبلها ولا يلزم حذف العين الساكنة ولو كان الفعل مجزوم المحل ، ثم إنّ هذه النون تقلب ألفا عند الوقف.
ويروى صدر البيت «وربّت سائل عني حفيّ» وربت : هي ربّ التي أصلها الدلالة على التقليل وقد يستعمل في التكثير ، كما هنا. وحفيّ : صفة من حفي به ، كرضي ، حفاوة : أكثر السؤال عنه فهو حاف وحفيّ ، كغني وبه فسّر قوله تعالى : (كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها) [الأعراف : ١٨٧].
ومحلّ الشاهد في البيت «عارت» فإن هذه لغة قليلة نادرة مع أنها مقتضى قياس العربية وذلك لأن الأصل «عور» بوزن «فرح» والواو إذا تحركت وانفتح ما قبلها على هذه الصفة