والبيت شاهد : على أن جزم أدوات الشرط المضاف إلى جملتها ظرف ، خاص بالشعر كما في البيت فإنه جازى بمن مع إضافة حين إلى جملة الشرط ضرورة ، وحكمها أن لا تضاف إلا إلى جملة خبرية ، لأن المبهمات إنما تفسر وتوصل بالأخبار ، لا بحروف المعاني وما ضمنت معناها ، وجاز هذا في الشعر تشبيها لجملة الشرط بجملة الابتداء والخبر والفعل والفاعل. [الخزانة / ٩ / ٦١ ، وكتاب سيبويه ١ / ٤٤١].
(٣٧٠) وبالزّرق أطلال لميّة أقفرت |
|
ثلاثة أحوال تراح وتمطر |
البيت لذي الرّمة في ديوانه ، والأحوال : جمع حول ، وهو السنة بأسرها.
(٣٧١) فما جنّة الفردوس أقبلت تبتغي |
|
ولكن دعاك الخبز أحسب والتمر |
البيت بلا نسبة في الهمع ١ / ١٥٣ ، والبيت شاهد لوقوع الفعل القلبي الملغى (أحسب) بين المعطوف والمعطوف عليه (الخبز ـ أحسب ـ والتمر).
(٣٧٢) أبائنة حبّى نعم وتماضر |
|
لهنّا لمقضيّ علينا التّهاجر |
.. ليس له قائل معروف. وقوله : أبائنة : الهمزة للاستفهام. وبائنة : اسم فاعل من البين وهو الفراق ، وبائنة : مبتدأ ، استغنى بمرفوعه وهو «حبّي» عن الخبر لاعتماده على الاستفهام. و «حبّى» من أعلام النساء غير منصرف. وكذلك «تماضر» علم امرأة ، بضم التاء منقول من فعل مضارع من المضر مصدر «مضر» اللبن ، كنصر وفرح ، أي : حمض ، وهو معطوف على «حبّى» والمقضيّ : اسم مفعول من قضى عليه قضاء ، بالمدّ والقصر ، والتهاجر : نائب فاعل وأما لهنّا : فمجمل القول فيها : أن اللام ، لام القسم ، أو زائدة ، والهاء : بدل من همزة (إنّ) المكسورة الهمزة ، واللام في «لمقضيّ» هي لام الابتداء التي تكون مع خبر (إنّ). [الخزانة / ١٠ / ٣٣٥].
(٣٧٣) فقصرن الشتاء بعد عليه |
|
وهو للذّود أن يقسّمن جار |
البيت في لسان العرب «قصر» لأبي داود ، وفي كتاب سيبويه لعديّ بن الرقاع العاملي ، ولأبي داود الإيادي قصيدة من بحر الخفيف ، وبقافية رائية مضمومة ، لعلّ البيت يكون منها. وقوله : فقصرن : من قصر الشيء ، إذا حبسه ، ويريد بها النوق ، أي : حبسن عليه يشرب ألبانها في شدة الشتاء. ومعنى الشطر الثاني : أنه يجيرها من أن يغار عليها فتقسم. وموضع «أن» نصب كأنه قال : لئلا يقسمن ومن أن يقسّمن ، فحذف وأوصل ، وقال