البيتان للنابغة الذبياني من معلقته. والشاهد في البيت الثاني ، وذكرت الأول ليفهم الشاهد من السياق. فالشاعر في البيت الأول يقسم بالبيت الحرام (الكعبة) ويقسم بالأضاحي (الذبائح) التي تراق دماؤها عند الأصنام ، و «ما» في الشطر الثاني معطوفة على الذي في الشطر الأول. وكذلك قوله «والمؤمن» في بداية البيت الثاني ، والمؤمن : بمعنى الذي جعل الخلق آمنا ، والعائذات : ما عاذ بالبيت من الطير ، والغيل والسند : مكانان ، وقوله : يمسحها : الخ ، أي : تمسح الركبان على الطير ولا تهيجها بأخذ.
والشاهد في البيت الثاني : (العائذات الطير) أنّ العائذات كان في الأصل نعتا للطير ، فلما تقدم ، وكان صالحا لمباشرة العامل أعرب بمقتضى العامل ، وصار المنعوت بدلا منه ، فالطير : بدل من العائذات ، وهو منصوب إن كان «العائذات» منصوبا بالكسرة على أنه مفعول به لـ «المؤمن» ، ومجرور ، إن كان «العائذات» ، مجرورا بإضافة المؤمن إليه. والأصل على الأول : والمؤمن الطير العائذات بنصب الأول بالفتحة والثاني بالكسرة ، وعلى الثاني «والمؤمن الطير العائذات» بجرهما بالكسر فلما قدّم النعت أعرب بحسب العامل ، وصار المنعوت بدلا منه ، وفي المفصل للزمخشري (باب الإضافة) رأي آخر. [الخزانة / ٥ / ٧١].
(٩٠) قالت أمامة لما جئت زائرها |
|
هلّا رميت ببعض الأسهم السّود |
لا درّ درّك إني قد رميتهم |
|
لو لا حددت ولا عذرى لمحدود |
ينسب هذان البيتان إلى الجموح ، أحد بني ظفر من سليم بن منصور ، وأمامة : زوجه. والأسهم السود : أسهم كانت في كنانته وكانت زوجه لامته لفراره وأنه لم يرم أعداءه بالنبل ، فاعتذر بأبيات منها هذان البيتان ، وقوله : حددت ، أي : منعت ، والعذرى : بمعنى المعذرة ، وذكروا البيت الثاني شاهدا لدخول «لو لا» على الجملة الفعلية. [الخزانة / ج ١ / ٤٦٢ ، وشرح المفصل / ١ / ٩٥ ، والإنصاف / ٧٣ ، واللسان «عذر»].
(٩١) وقتيل مرّة أثأرنّ فإنّه |
|
فرغ وإنّ أخاهم لم يقصد |
البيت لعامر بن الطفيل العامري وقبله :
ولأثأرنّ بمالك وبمالك |
|
وأخي المروراة الذي لم يسند |