بمعنى «بل» فكأنّ الشاعر قال (بدت مثل) ثم رأى أنها أعلى من ذلك ، فأضرب عما قال أولا ، فقال : بل أنت أملح ، والمعنى يطلب ما قال الكوفيّون. [الخزانة / ١١ / ٦٥ ، الإنصاف / ٤٧٨ ، وديوان ذي الرمة / ٨٥٧].
(١٩) ربع عفاه الدهر طولا فانمحى |
|
قد كاد من طول البلى أن يمصحا |
منسوب إلى رؤبة بن العجاج ، والربع : المنزل ، ويروى «رسم» ، وهو ما بقي من آثار الديار ، وعفا : درس ، وقوله : عفاه ، يكون الفعل متعديا ، مثل محاه يمحوه ، وقوله : يمصح : أي : يذهب. والشاهد قوله : أن يمصحا حيث اقترن المضارع الواقع خبرا لكاد بأن المصدرية ، ومذهب سيبويه أنّ الأكثر بدون (أن) وأن ما جاء مقرونا بأن ، ضرورة شعرية ، وتشبيها بعسى ، وسيبويه صادق في حدود ما وصل إليه من النصوص ، ولكن اقتران خبر كاد بأن كثير ومنه في الحديث الشريف ، في شأن أمية بن أبي الصلت «كاد أن يسلم» وفي حديث عمر «ما كدت أن أصلي العصر حتى كادت الشمس أن تغرب» ، وأما الشعر فهو كثير. [الإنصاف / ٥٦٦ ، وشرح المفصل / ٧ / ١٢١ ، والخزانة / ٩ / ٣٤٧].
(٢٠) يا ليت بعلك قد غدا |
|
متقلّدا سيفا ورمحا |
البيت لعبد الله بن الزّبعري ، والشاهد : «متقلدا سيفا ورمحا» ، فعطف «رمحا» على «سيفا» والرمح لا يتقلد ، فلا يقال : تقلّد فلان رمحه ، والتخريج في مثل هذا : أن ينصب «رمحا» بفعل مقدر مناسب ، أو يتضمن العامل الأول «متقلد» معنى يصلح تسليطه على المعطوف. [الإنصاف / ٦١٢ ، وشرح المفصل / ٢ / ٥٠ ، والهمع / ٢ / ٥١ ، والأشموني / ٢ / ١٧٢ ، والخصائص / ٢ / ٤٣١].
(٢١) أبت لي عفّتي وأبى بلائي |
|
وأخذي الحمد بالثمن الربيح |
وإمساكي على المكروه نفسي |
|
وضربي هامة البطل المشيح |
وقولي كلّما جشأت وجاشت |
|
مكانك تحمدي أو تستريحي |
لأدفع عن مآثر صالحات |
|
وأحمي بعد عن عرض صحيح |
الأبيات للشاعر عمرو بن الإطنابة ، والإطنابة اسم أمه ، وهو عمرو بن زيد مناة ، والشاهد في البيت الثالث ، يخاطب الشاعر نفسه ، ويقول لها اثبتي عند الخوف في المعركة ، و «مكانك» اسم فعل أمر ، و «تحمدي» مضارع مجزوم في جواب الأمر ، مع أنه