ج ١ / ٧٤].
(١١٠) فيا شوق ما أبقى ويالي من النوى |
|
ويا دمع ما أجرى ويا قلب ما أصبا |
هذا البيت من قصيدة للمتنبي يمدح فيها سيف الدولة ، ومطلعها :
فديناك من ربع وإن زدتنا كربا |
|
فإنّك كنت الشرق للشمس والغربا |
.. يريد : يا شوقي ما أبقاك فلا تنفد ، ويالي من النوى ، استغاثة ، كأنه يقول : يا من لي ، يمنعني من ظلم الفراق ، ويا دمعي ما أجراك ، ويا قلبي ما أصباك ... وقد حذف الياءات من يا قلبي ، يا دمعي ، يا شوقي ، تخفيفا ، والشاهد ذكره ابن هشام في المغني ، على احتمال أن تكون اللام في «يالي» هي اللام المفتوحة للاستغاثة كأنه استغاث بنفسه من النوى ، ويحتمل أن يكون المراد اللام المكسورة التي للمستغاث من أجله ، كأنه قال : يا قوم اعجبوا لي من النوى.
(١١١) وكائن بالأباطح من صديق |
|
يراني لو أصبت هو المصابا |
.. البيت لجرير بن عطية من قصيدة يمدح بها الحجاج بن يوسف الثقفي ، مطلعها :
سئمت من المواصلة العتابا |
|
وأمسى الشّيب قد ورث الشبابا |
.. وكائن : هي كأيّن التي بمعنى كم الخبرية. وتعرب هنا مبتدأ. ومن صديق : تمييز. بالأباطح : الجار والمجرور حال من صديق ، لأنه تقدم عليه ، وكان في الأصل صفة مؤخرة (من صديق بالأباطح) ... وجملة يراني : خبر المبتدأ. والياء : في يراني : مفعول أول. والمصابا : مفعول ثان.
وذكر ابن هشام البيت في المغني ، على أن (هو) لو كان ضمير فصل ، كان قياسه أن يقال «أنا» فهو ليس ضمير فصل وإنما هو توكيد للفاعل في يراني ، لأن من شرط ضمير الفصل أن يطابق ما قبله .. ولو قال : (يراه ، أو تراه) لصح أن يكون ضمير فصل ، ويروى البيت باللفظين الأخيرين ، ولا إشكال حينئذ. [شرح أبيات المغني ج ٧ / ٧٥ ، والخزانة / ٥ / ٣٩٧ ، وشرح المفصل ج ٣ / ١١ ، وج ٤ / ١٣٥ ، والهمع / ١ / ٦٨ ، وج ٢ / ٧٦ ، والأشموني ج ٤ / ٨٧].
(١١٢) لن تراها ـ ولو تأملت ـ إلّا |
|
ولها في مفارق الرأس طيبا |