وأمّ أوعال : بالنصب عطف على ذنابات ـ كها : مفعول ثان ، وتروى أم أوعال : بالرفع على الابتداء ـ و «كها» خبرها ...
والشاهد : كها : حيث جرّ بالكاف الضمير ، وهو شاذ ، لأن الكاف لا تجر إلا الأسماء الظاهرة غالبا. [سيبويه / ١ / ٢٩٢ ، وشرح المفصل / ٨ / ١٦ ، والخزانة ج ١٠ / ٢٠٢ ، والأشموني / ٢ / ٢٠٨].
(٩٦) تخيّرن من أزمان يوم حليمة |
|
إلى اليوم قد جرّبن كلّ التجارب |
هذا البيت من قصيدة النابغة الذبياني التي مطلعها :
كليني لهمّ يا أميمة ناصب |
|
وليل أقاسيه بطيء الكواكب |
وقبل البيت المختار قوله :
فهم يتساقون المنية بينهم |
|
بأيديهم بيض رقاق المضارب |
ولا عيب فيهم غير أنّ سيوفهم |
|
بهنّ فلول من قراع الكتائب |
.. وقوله : تخيّرن ؛ أي السيوف. ويوم حليمة : من أيام العرب ، حدثت فيه حرب بين لخم (المناذرة) وغسان (الغساسنة). وحليمة : هي بنت الملك الغساني .. أضيف إليها اليوم ، لأنهم يقولون ، إن أباها حين عزم على توجيه جيشه إلى المناذرة ، أمرها ، فجاءت فطيبتهم .. وفي يوم حليمة جاء المثل «ما يوم حليمة بسرّ» ، يضرب للأمر المشهور المعروف الذي لا يستطاع كتمانه.
.. تخيّرن : مضارع مبني للمجهول ، ونون النسوة فاعل. كلّ : نائب مفعول مطلق.
والشاهد : من أزمان : حيث وردت (من) لابتداء الغاية في الزمن .. وهو رأي الكوفيين وابن مالك .. ويرى البصريون أنها لا تجيء لذلك. [شرح المفصل / ٥ / ١٢٨ ، والأشموني / ٢ / ٢١١ ، وشرح أبيات المغني / ٥ / ٣٠٤].
(٩٧) وما زال مهري مزجر الكلب منهم |
|
لدن غدوة حتى دنت لغروب |
البيت منسوب لأبي سفيان بن حرب ، ومزجر الكلب : أصله اسم مكان من الزجر ، أي المكان الذي يطرد وينحّى الكلب إليه ، والمراد به البعد. يقول : ما زال مهري بعيدا عنهم